في الأرض ، وروى في ذلك أخبارا (١) ، وهذا لا يقتضيه الظاهر ، لأنه قال : (وُضِعَ لِلنَّاسِ) ، فخص بالناس ، وعلى هذا اعتبروا (الْعَتِيقِ) في (٢) قوله : (بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ)(٣) ، ونبّه بقوله : مباركا ، أن فيه ثبوت الخير والهداية (٤) ، وأبهم هاهنا ، ثم فسره بما بعده ، واختلفوا في المقام ، والأمن ، فمنهم من حمل المقام على المحسوس ، وقال : إنه أثر قدم إبراهيم على الحجر الصلد (٥).
__________________
(١) ذكر القرطبي عن علي بن أبي طالب قال : أمر الله تعالى الملائكة ببناء بيت في الأرض وأن يطوفوا به ، وكان هذا قبل خلق آدم ، ثم إن آدم بنى منه ما بنى وطاف به ، ثم الأنبياء بعده ، ثم استتم بناءه إبراهيم عليهالسلام. الجامع لأحكام القرآن (٤ / ١٣٨). وقال الألوسي : «وورد في بعض الآثار أن أول من بنى البيت الملائكة ، وقد بنوه قبل آدم عليهالسلام بألفي عام ، وعن مجاهد وقتادة والسدي ما يؤيد ذلك ، وحكي أن بناء الملائكة له كان من ياقوته حمراء ، ثم بناه آدم ...» روح المعاني (٤ / ٥).
وانظر أقوال العلماء في أولية البيت الحرام في الدر المنثور (٢ / ٩٣).
(٢) في الأصل (و) والصواب : (في) على ما أثبته.
(٣) سورة الحج ، الآية : ٢٩.
(٤) انظر : الغريبين (١ / ١٥٩) ، معاني القرآن للزجاج (٢ / ٣٠٦) ، ومقاييس اللغة (١ / ٢٣٠) ، والمفردات ص (١١٩) ، وزاد المسير (١ / ٤٢٥) ، وبصائر ذوي التمييز (٢ / ٢٠٨ ـ ٢١٠ ، ٢٩٤).
(٥) هذا مروي عن مجاهد ؛ رواه عنه ابن جرير الطبري في جامع البيان (٧ / ٢٨) ، وابن أبي حاتم في تفسير القرآن العظيم (٣ / ٧١١) ثم قال : وروي عن الحسن وعمر