وقال عليّ : أول بيت وضع للعبادة (١) ، وهذا الاختلاف لاختلاف التقديرين في الآية ، لأنه على الثاني : إن أول بيت وضع للناس مباركا وهدى للعالمين للذي ببكة (٢) ، (ثم اختلفوا في معنى أول : فمنهم من اعتبر ذلك بالشرف والمنزلة) (٣) ، فكأنه قيل : أشرف بيت ، وعلى ذلك قال مجاهد : هو كقوله : (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ)(٤). ومنهم من اعتبر أوليته بالزمان. قال : أول
__________________
ـ (٧ / ٢١) ، وذكره الماوردي في النكت والعيون (١ / ٤١٠) ، وابن الجوزي في زاد المسير (١ / ٤٢٤). وقد قال بهذا القول السدي أيضا ، انظر : جامع البيان (٧ / ٢١) ، وتفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم (٣ / ٧٠٧). وذكر ابن كثير هذا القول في تفسير القرآن العظيم (١ / ٣٦٢) ، ونسبه إلى السدي وأشار إلى تضعيفه بقوله : «وزعم السدي أنه أول بيت وضع على وجه الأرض مطلقا ، والصحيح قول علي رضي الله عنه».
(١) أخرجه الطبري في جامع البيان (٧ / ١٩). وابن أبي حاتم في تفسير القرآن العظيم (٣ / ٧٠٧ ، ٧٠٨) وانظر : النكت والعيون (١ / ٤١٠). وقال ابن الجوزي : وهذا قول علي بن أبي طالب والحسن وعطاء بن السائب وآخرين. زاد المسير (١ / ٤٢٥). وذكره أبو حيان في البحر المحيط (٣ / ٦) ، والسيوطي في الدر المنثور (٢ / ٩٣).
(٢) انظر : جامع البيان (٧ / ١٩) ، والمحرر الوجيز (٣ / ١٦٤) والبحر المحيط (٣ / ٧) ، والدر المصون (٣ / ٣١٥).
(٣) ما بين القوسين () تكرر في الأصل.
(٤) سورة آل عمران ، الآية : ١١٠. وقول مجاهد أخرجه ابن جرير الطبري