ولذلك قيل :
..................... |
|
الجود بالنفس أقصى غاية الجود (١) |
وقال بعضهم : أحب الأشياء إليك روحك ، فأنفقها في الوصول إلى البرّ. وقيل : برّ الله لعبده اطلاعه على دقائق حكمته وحقائق المعقولات ، ولا يكون ذلك إلا بترك ما تميل إليه النفوس من المحسوسات من المطعم والمنكح والملبس. وقيل : أعظم البر مجاورة البارّ وقربه ، وذلك بإنفاق ما لنا في الدنيا (٢) ، وقوله :
__________________
(١) هذا عجز بيت لمسلم بن الوليد الأنصاري ، المعروف بصريع الغواني ، وتمامه :
يجود بالنفس إن ضنّ البخيل بها |
|
والجود بالنفس أقصى غاية الجود |
ذكره الخطيب البغدادي في «تاريخ بغداد» (١٣ / ٩٧) ونسبه إليه.
وذكره ابن القيم في مدارج السالكين (٢ / ٣٠٥) ولم ينسبه.
(٢) هذا القول والذي قبله من تفسير الصوفية ، وإلى معنى هذين القولين أشار القشيري في لطائفه بقوله : «... فمن أراد البر فلينفق مما يحبه أي البعض ، ومن أراد البارّ فلينفق جميع ما يحبه ، ومن أنفق محبوبه في الدنيا ، وجد مطلوبه من الحق تعالى ، ومن كان مربوطا بحظوظ نفسه لم يحظ بقرب ربّه. ويقال : إذا كنت لا تصل إلى البر إلا بإنفاق محبوبك فمتى تصل إلى البارّ وأنت تؤثر عليه حظوظك». لطائف الإشارات (١ / ٢٧٠) وأما ما ذكره الراغب من ترك ما تميل إليه النفوس من المحسوسات من المطعم