وهو المعبر عنه بالإحسان (١) في قوله : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ)(٢) ولأنه من تمام قوله : (وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ) تنبيها أنه إذا كان واسعا وعالما ، فسعته تقتضي أن يوسّع على عباده ، وعلمه يقتضي أن لا يحرم رحمته مستحقها ، وفضله يقتضي أن يتجاوز تحري العدالة إلى تحري الإفضال ، وهو أن يفضل على غير مستحقيه ، وإلا لم يكن فضل عظيم (٣) ، وقول (٤) الحسن ومجاهد والربيع : إن الرحمة هاهنا النبوة (٥). وقول ابن جريج : هي
__________________
(١) قال ابن فارس : والإفضال : الإحسان. مجمل اللغة ص (٥٦٩).
(٢) سورة النحل ، الآية : ٩٠.
(٣) انظر : جامع البيان (٢ / ٤٧١) و (٦ / ٥١٨) ، وبحر العلوم (١ / ٢٧٧) ، والتفسير الكبير (٨ / ٨٧ ، ٨٨) ، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير (١ / ٣٥٣) ، وروح المعاني (٣ / ٢٠٢).
(٤) في الأصل : (وقال) والصواب ما أثبته لدلالة السياق بعده.
(٥) أخرجه ابن جرير الطبري في جامع البيان (٦ / ٥١٧) بسنده عن مجاهد. وابن أبي حاتم في تفسير القرآن العظيم (٢ / ٦٨٢) بسنده عن مجاهد. وأخرجه ابن جرير الطبري في جامع البيان (٦ / ٥١٨) بسنده عن الربيع. وقال ابن أبي حاتم في القرآن العظيم (٢ / ٦٨٣) وروي عن الربيع بن أنس مثل ذلك. وذكره الماوردي في النكت والعيون (١ / ٤٠٢) ، ونسبه للحسن ومجاهد والربيع. وابن الجوزي في زاد المسير (١ / ٤٠٨) ونسبه لمجاهد ، والقرطبي في الجامع لأحكام القرآن (٤ / ١١٥) ، ونسبه للحسن ومجاهد ، وأبو حيان في البحر المحيط (٢ / ٥٢١) ونسبه للثلاثة.