وذكر بعضهم أن قوله : (أَنْ يُؤْتى) متعلق بفعل مضمر ، وتقدير الكلام : قل إن الهدى هدى الله ، فلا تجحدوا أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم ، أو أن يحاجّوكم ، فإن الله عنده الفضل يؤتيه من يشاء (١) ، فهذه ثلاثة أوجه في قوله : (أَنْ يُؤْتى) إذا لم يجعل متعلقا بما تقدم (٢) ، وذكر بعض المفسرين أن قوله : (وَلا تُؤْمِنُوا) كلّه خطاب الله المؤمنين ، لا حكاية عن الكفار (٣) ، وذكر في تفسيره
__________________
ـ الوجيز (٣ / ١٢٩).
(١) قال الزمخشري : «ويجوز أن ينتصب (أَنْ يُؤْتى) بفعل مضمر يدلّ عليه قوله : (وَلا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ) ، كأنه قيل : إن الهدى هدى الله ، فلا تنكروا أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم ، لأن قولهم : (وَلا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ) إنكار لأن يؤتى أحد مثل ما أوتوا» الكشاف (١ / ٣٧٤).
قال أبو حيان : «وهو بعيد ، لأن فيه حذف النهي ومعموله ، ولم يحفظ ذلك من لسانهم». البحر المحيط (٢ / ٥١٩). وقال السمين الحلبي بعد أن ذكر كلام الزمخشري وتعقيب أبي حيان عليه : قلت : متى دلّ على العامل دليل جاز حذفه على أي حالة كان. الدر المصون (٣ / ٢٥٤).
(٢) انظر إعراب هذه الآية في : إعراب القرآن للنحاس (١ / ٣٨٧ ، ٣٨٨) ، ومعاني القرآن للأخفش (١ / ٤١١) ، وللفراء (١ / ٢٩٧ ، ٣٦٦) ، ومعاني القرآن وإعرابه (١ / ٤٣٠ ، ٤٣١) ، ومشكل إعراب القرآن (١ / ٢٩٢ ، ٢٩٣) ، وكشف المشكلات (١ / ١٦٢ ، ٢٣٨ ، ٢٣٩) ، وإملاء ما منّ به الرحمن (١ / ١٣٩) ، والبحر المحيط (٢ / ٥١٨ ـ ٥٢١).
(٣) قال القرطبي : ويحتمل أن تكون الآية خطابا للمؤمنين من الله تعالى على