اللعن (١) ، وقد تقدّم أن لعن الله قد يكون بمنع التوفيق عن الكافر وتركه وشؤمه ، وهذا نهاية الخذلان ، وتعال (٢) : قال أهل اللغة أصله أن يدعو إلى مكان رفيع ، ثم جعل عامّا في الدعاء إلى كل مكان (٣) ، والأولى أنه (٤) دعاء الإنسان إلى ما فيه علو منزلة : إما على الحقيقة ، وإما على سبيل الفضول ، كقولهم : هلّم إلى السعادة (٥) ، وقوله : (حَاجَّكَ فِيهِ) أي في كون عيسى عند الله كآدم (٦) ، وقيل في قوله : (الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُنْ مِنَ
__________________
(١) انظر : مجاز القرآن (١ / ٩٦) ، وتفسير غريب القرآن ص (١٠٦) ، والغريبين ص (٢٢٦) ومعاني القرآن وإعرابه (١ / ٤٢٣).
(٢) في الأصل : (تعالى) والصواب ما أثبتّه ، لأنه فعل أمر مبني على حذف حرف العلة. وفي العين (٢ / ٢٤٧) : وتقول : يا رجل تعاله. الهاء صلة. فإذا وصلت طرحت الهاء ، فتقول : تعال يا رجل ...».
(٣) انظر : المقاييس (٤ / ١١٨) ، والمفردات ص (٥٨٢ ، ٥٨٣).
(٤) في الأصل : (أن) والصواب ما أثبتّه.
(٥) انظر : جامع البيان (٦ / ٤٨٥) ، والمفردات ص (٥٨٤) ، والدر المصون (٣ / ٢٢٦).
(٦) وهذا قول قتادة ، ومحمد بن جعفر بن الزبير ، والربيع. انظر : جامع البيان (٦ / ٤٧٣ ، ٤٧٥) وتفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم (٢ / ٦٦٦) ، ومعاني القرآن وإعرابه (١ / ٤٢٣) ، والنكت والعيون (١ / ٣٩٨) ، والوسيط (١ / ٤٤٤) ، وزاد المسير (١ / ٣٩٩) ، والبحر المحيط (٢ / ٥٠٢) ، والدر المصون (٣ / ٢٢٣).