وبيّن كيفية خلقه من غير ذكر. إن قيل : كيف يكون عيسى مثل آدم وآدم لم يضمّه رحم؟ قيل : إن ذلك تكذيب للنصارى فيما ادعوه ، وذلك أن أهل نجران قالوا : ما رأينا ابنا بلا أب (١) ، فأنزل الله ذلك تبيينا : أن ليس أمر عيسى بأعجب من أمر آدم ، إذ هو لم يخلق من ذكر ولا أنثى (٢) وعلى نحوه دلّ قوله : (أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ)(٣) إن قيل : لم قال : (عِنْدَ اللهِ). أهو يشبهه عند الله دون غيره؟ قيل : عنى بقوله : (عِنْدَ اللهِ). في حكمه ، وأن ذلك لا يشق عليه كما لم يشق عليه أن خلق آدم من غير أبوين (٤) ، إن قيل : ما معنى قوله :
__________________
(١) أورد هذه القصة ابن جرير الطبري في جامع البيان (٦ / ٤٦٩ ـ ٤٧١) بسنده عن قتادة والسدي ومحمد بن جعفر بن الزبير وابن زيد. وذكرها ابن أبي حاتم في تفسير القرآن العظيم (٢ / ٦٦٥) عن محمد بن إسحاق ، وانظر : المحرر الوجيز (٣ / ١٠٨) وزاد المسير (١ / ٣٩٨) ، والبحر المحيط (٢ / ٥٠٠).
(٢) انظر في ذلك : جامع البيان (٦ / ٤٦٧ ـ ٤٧٢) ، وتفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم (٢ / ٦٦٥) ، وتفسير القرآن للسمعاني (١ / ٣٢٦) ، وزاد المسير (١ / ٣٩٨) ، والتفسير الكبير (٨ / ٦٦) ، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير (١ / ٣٤٨).
(٣) سورة يس ، الآية : ٨١.
(٤) وهذا ما أشار إليه ابن جرير الطبري في جامع البيان (٦ / ٤٦٧ ، ٤٦٨)