قوله عزوجل : (ذلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآياتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ)(١) التلاوة والتنزيل والقص متقارب ، لكن يقال : التلاوة اعتبارا بمساوقة بعض الكلام بعضا بالولاء ، والإنزال اعتبارا بإخبار الأعلى الأدون ، والأرفع للأوضع ، والقصّ اعتبارا باقتطاع الخبر / على ما هو به ، وقصّ أثره (٢). والحكيم : المحكم ، إشارة إلى قوله : (أُحْكِمَتْ آياتُهُ)(٣) ، ويجوز أن يكون بمعنى فاعل ، كأنه ناطق بالحكمة وفاعل لها ، لا لاقتضائه إياها (٤) ، وقوله : ذلك : مبتدأ ، ونتلوه : خبره ، وقيل : ذلك تقديره : الذي ، ونتلوه : صلته ، والخبر قوله من الآيات (٥) وتلاوته :
__________________
(١) سورة آل عمران ، الآية : ٥٨.
(٢) انظر : المشوف المعلم (١ / ١٢٧) ، (٢ / ٦٤١) ، والغريبين (١ / ٢٦٠ ، ٢٦١) ، وتهذيب اللغة (٨ / ٢٥٦) ، والمفردات ص (١٦٧ ، ١٦٨ ، ٦٧١ ، ٧٩٩) ، وتاج العروس (١٨ / ٩٨ ، ٩٩).
(٣) سورة هود ، الآية : ١.
(٤) انظر : تهذيب اللغة (٤ / ١١١) ، والصحاح (٥ / ١٩٠١) ، والمفردات ص (٢٤٨ ، ٢٤٩).
(٥) قال السمين الحلبي بعد أن ساق هذا الوجه : جوّز ذلك الزجاج وتبعه الزمخشري ، وهذا مذهب الكوفيين ، وأما البصريون ، فلا يجيزون أن يكون اسم من أسماء الإشارة موصولا ، إلا «ذا» خاصة بشروط ...» الدر المصون (٣ / ٢١٧). وانظر : معاني القرآن وإعرابه (١ / ٤٢١ ،