ذلك منافاة ، إذ ليس كل متوفى يكون مقتولا. وقد قال الفرّاء : معناه : ورافعك إليّ ومتوفيك ، فقدّم وأخّر (١). وقال الربيع : توفّاه ، ووفاته النوم (٢). وقال غيرهما : آخذك وافيا لم ينقص منك شيء (٣). وقال الحسن : وفاة الرفع ، لا وفاة الموت (٤). وقال ابن
__________________
(١) انظر : معاني القرآن للفراء (١ / ٢١٩) ، وذكره عن الفراء الماوردي في النكت والعيون (١ / ٣٩٧) ، وابن الجوزي في زاد المسير (١ / ٣٩٧) ونسبه للفراء والزجاج. وانظر : معاني القرآن وإعرابه (١ / ٤٢٠) ، وذكره ابن جرير في جامع البيان (٦ / ٤٥٨) ولم ينسبه إلى أحد ، وساقه ابن أبي حاتم في تفسير القرآن العظيم (٢ / ٦٦١) بسنده إلى قتادة.
(٢) أخرجه ابن جرير الطبري في جامع البيان (٦ / ٤٥٥) ، وذكره أبو المظفر السمعاني في تفسير القرآن (١ / ٣٢٤) ، ونسبه للربيع ، وعزاه ابن كثير في تفسير القرآن العظيم (١ / ٣٤٦) لأكثر المفسرين.
(٣) ذكره صاحب البحر المحيط (٢ / ٤٩٧) ولم ينسبه لأحد ، وهذا القول لا يخالف القول الذي بعده ، بل هما قول واحد ، فالله تعالى أخذه ، أي رفعه وافيا لم ينقص منه شيء. يوضح ذلك قول ابن الجوزي رحمهالله : «وفي هذا التوفي قولان. أحدهما : أنه الرفع إلى السماء ، والثاني : أنه الموت ، فعلى القول الأول يكون نظم الكلام مستقيما ، من غير تقديم ولا تأخير ، ويكون معنى «متوفيك» قابضك من الأرض وافيا تاما من غير أن ينال منك اليهود شيئا. هذا قول الحسن وابن جريج وابن قتيبة واختاره الفراء».
انظر : معاني القرآن (١ / ٢١٩) ، والفراء حكى القولين ، ولم يرجح أحدهما.
(٤) انظر : جامع البيان (٦ / ٤٥٥ ـ ٤٥٧) ، والنكت والعيون (١ / ٣٩٧) ،