واستدرجهم من حيث لا يعلمون (١) ، ولأجله قال : (وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحالِ)(٢) وهذا من المعنى الذي اقتضى الذي قال تعالى : (وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ)(٣) وقال الكلبي (٤) : مكرهم كان تدبيرهم في قتل عيسى (وَمَكَرَ اللهُ) أنه ألقى شبه عيسى
__________________
ـ مشكلات القرآن (١ / ٢٤٤). وهذا الكلام يشمل معنى التزيين الذي ذكره الراغب.
(١) قال الزجاج : «المكر من الخلائق خبّ وخداع ، والمكر من الله المجازاة على ذلك ، فسمي باسم ذلك لأنه مجازاة عليه ، كما قال عزوجل : (اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ) [البقرة : ١٥] فجعل مجازاتهم على الاستهزاء بالعذاب لفظه لفظ الاستهزاء ... وجائز أن يكون مكر الله استدراجهم من حيث لا يعلمون ...» معاني القرآن وإعرابه (١ / ٤١٩) ، وانظر : معاني القرآن للفراء (١ / ٢١٨) ، وجامع البيان (٦ / ٤٥٤) ، والبحر المحيط (٢ / ٤٩٦).
(٢) سورة الرعد ، الآية : ١٣.
(٣) سورة آل عمران ، الآية : ٢٨.
(٤) هو أبو النضر محمد بن السائب بن بشر بن عمرو بن الحارث الكلبي الكوفي النسّابة المفسر ، متهم بالكذب ورمي بالرفض. قال البخاري : تركه يحيى وابن مهدي ، وقال الجوزجاني : كذاب ساقط. وقال ابن حبان : وضوح الكذب فيه أظهر من أن يحتاج إلى الإغراق في وصفه. وقال النسائي والساجي والدارقطني : متروك. مات بالكوفة سنة ١٤٦ ه.
انظر : ميزان الاعتدال (٣ / ٥٥٦) ، والتهذيب (٩ / ١٧٨) ، والتقريب ص (٤٧٩).