وقيل : رضيها (١) ، ولفظ التقبّل يقتضيهما ، قال الحسن : قبوله إياها أنه صانها عن كل أذى (٢) ، وقبول مصدر قبل ، نحو : وضوء وطهور ، ولما كان تقبّل وقبل يتقاربان جمع بين التقبّل والقبول ، تنبيها أنه جمع من الأمرين التقبّل الذي يقتضي الرضا والإثابة ، وقيل : القبول من قولهم : فلان عليه قبول. إذا أحبّه من رآه (٣) ، وقوله : (وَأَنْبَتَها نَباتاً) أي ربّاها تربية حسنة (٤). وتقدير الكلام : أنبتها فنبتت نباتا (٥) ، وروي أن أمّها لما وضعتها
__________________
(١) انظر : أحكام القرآن للجصاص (٢ / ١١) ، والنكت والعيون (١ / ٣٨٨) ، والوسيط (١ / ٤٣١) ، وتفسير القرآن للسمعاني (١ / ٣١٣) ، وأنوار التنزيل (١ / ١٥٧).
(٢) ذكر القرطبي وأبو حيان في تفسيريهما قول الحسن مغايرا لما ذكر الراغب ، فقالا : قال الحسن : معنى التقبّل أنه ما عذّبها ساعة قط. وهو يؤدي إلى معنى الصيانة ، وكأن الراغب ذكر معناه. انظر : تفسير القرطبي (٤ / ٦٩) ، والبحر المحيط (٢ / ٤٥٩).
(٣) انظر معاني القبول في : العين (٥ / ١٦٨) ومعاني القرآن وإعرابه (١ / ٤٠١) ، والمفردات ص (٦٥٣ ، ٦٥٤) ، والنهاية (٤ / ٨) ، والدر المصون (٣ / ١٣٩ ، ١٤٠).
(٤) انظر : النكت والعيون (١ / ٣٨٨) ، والكشاف (١ / ٣٥٨) ، والمحرر الوجيز (٣ / ٦٦) ، والبحر المحيط (٢ / ٤٦٠).
(٥) ذكر ذلك الزجاج في معاني القرآن وإعرابه (١ / ٤٠٣) والسمعاني في تفسير القرآن (١ / ٣١٣) ، وأبو حيان في البحر المحيط (٢ / ٤٦٠).