في هذه الآية جملة من (١) فضلهم في قوله : (إِنَّا أَوْحَيْنا إِلَيْكَ كَما أَوْحَيْنا إِلى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ)(٢) الآية ، فذكر اثني عشر نبيّا ، وسنذكر إذا انتهينا إليه تخصيصهم بالذكر ، وكيف رتبوا هذا الترتيب ، ومخالفة ذكرهم في الترتيب لأزمنتهم.
إن [قيل](٣) : كيف تعلّق هذه الآية بما قبلها؟ قيل : تعلّقها بها من وجهين. أحدهما : أنه لما أمرهم تعالى باتباع نبينا وهم يقرّون بوجوب اتباع الذين ذكرهم ، بيّن أن جماعتهم في كونهم متساوين في النبوة سواء ، وأن الذي دلّ على وجوب اتباع [هؤلاء يدلّ على وجوب اتباع](٤) سائرهم ، والثاني : أنه نبّه أن اصطفاءه تعالى لهؤلاء لكونهم مطيعين له ، مستحقين لمحبته بذلك.
قوله عزوجل : (ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)(٥) الذرية : قيل : من ذرأ الله الخلق فترك همزه نحو روية وبرية ونبى
__________________
(١) في الأصل (ما) والصواب ما أثبته.
(٢) سورة النساء ، الآية : ١٦٣.
(٣) ساقطة من الأصل والسياق يقتضيها.
(٤) ما بين المعكوفين ساقط من المخطوط والسياق يقتضيه.
(٥) سورة آل عمران ، الآية : ٣٤.