ربّنا : (إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوالاً)(١) ، والأظهر في الآية أنه يعني الملك ، الحقيقيّ لقوله : (وَاللهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشاءُ)(٢) فأضافه إلى / نفسه تعظيما له [والملك](٣) المطلق هو الملك الإلهي ، الذي لا جور فيه بوجه ، ولذلك قرنه بالعزّ والذّلّ ، وإخراج الحي من الميت ، والميت من الحي ، وإيلاج الليل في النهار ، والنهار في الليل ، وإعطاء الرزق ، ونبّه بقوله : (مالِكَ الْمُلْكِ) أن الملك في الحقيقة له ، وما لغيره عارية مستردة ، ولم يعن بالملك هاهنا (٤) سياسة العامة فقط ، بل ملك الإنسان على قواه وهواه ، فقد قيل : لا يصلح لسياسة الناس من لا يصلح
__________________
ـ سبحانه» ، ثم قال : «لا يكون في ملكه ما لا يريد». انظر : العقيدة الواسطية بشرح الفوزان (ص ١٦٣) ، وقال الرازي في التفسير الكبير (٨ / ٧) : «واعلم أن هذا الموضع مقام بحث مهم ، لأن حصول الملك للظالم إما أن يقال : إنه وقع لا عن فاعل ، وإنما حصل بفعل ذلك المتغلّب ، أو إنما حصل بالأسباب الربانية ، والأول نفي للصانع ، والثاني باطل ، لأن كل أحد يريد تحصيل الملك والدولة لنفسه ولا يتيسّر له ألبتة ، فلم يبق إلا أن يقال : بأن ملك الظالمين إنما حصل بإتيان الله تعالى ، وهذا الكلام ظاهر».
(١) سورة يونس ، الآية : ٨٨.
(٢) سورة البقرة ، الآية : ٢٤٧.
(٣) غير واضح بالأصل ، والراجح ما أثبته بمقتضى السياق.
(٤) المذكور في قوله : (تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ).