غير محقين في جميع أحوالهم (١) ، وتخصيص (٢) أنها للاستقبال في قوله : (وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ) كتخصيصه في قوله : (تَقْتُلُونَ أَنْبِياءَ اللهِ مِنْ قَبْلُ)(٣) ، قد تقدّم الكلام فيه (٤) ، وكذلك قد تقدم تخصيص لفظ البشارة في العذاب ، مع كونه موضوعا لما يسر (٥) ،
__________________
(١) أشار إلى هذا المعنى أبو المظفر السمعاني في تفسيره حيث قال : «إنما قال : (بِغَيْرِ حَقٍّ) تأكيدا ، لأن قتل النبيين لا ينقسم إلى الحق والباطل». وقال الطاهر بن عاشور : وقوله : (بِغَيْرِ حَقٍ) ظرف مستقر في موضع الحال المؤكدة لمضمون جملة (وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ) ، إذ لا يكون قتل النبيين إلا بغير حق». انظر : تفسير السمعاني (١ / ٣٠٤) ، والتفسير الكبير (٣ / ٩٥ ، ٩٦) ، والتحرير والتنوير (٣ / ٢٠٦).
(٢) في الأصل (وتخيص) والصواب ما أثبته.
(٣) سورة البقرة ، الآية : ٩١.
(٤) قال الراغب في تفسير هذه الآية من سورة البقرة : إن قيل : كيف قيل للخلف : (فَلِمَ تَقْتُلُونَ) وكان القتل من السلف لا منهم؟ قيل : لما كان من عادة العرب أن ينسبوا إلى أنفسهم على طريق الفخر مآثر آبائهم فتقول : فعلنا كذا ، متصورين بصورتهم ، خوطبوا أيضا في نسبة مثالبهم إليهم على هذا الوجه. انظر : تفسير الراغب لسورة البقرة (ق ٧٦ ـ مخطوط).
وانظر : معاني القرآن وإعرابه (١ / ٣٩٠) ، وتفسير القرآن للسمعاني (١ / ٣٠٥) ، والتفسير الكبير (٧ / ١٨٧) ، والبحر المحيط (٢ / ٤٣٠) ، وروح المعاني (٣ / ١٠٩).
(٥) قال الراغب عند تفسيره لقوله عزوجل : (وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا