قوله عزوجل : / (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ)(١) هذا تعريض ببني إسرائيل (٢) ، وذاك لأن أبا عبيدة بن الجراح قال : قلت : يا رسول الله ، من أشد الناس عذابا يوم القيامة؟ قال : «من قتل نبيّا أو رجلا أمر بمعروف ونهى عن منكر» ، ثم قرأ الآية ، وقال : «يا أبا عبيدة قتل بنو إسرائيل ثلاثة وأربعين نبيّا في ساعة من صدر النهار ، فقام مائة واثنا عشر رجلا من عبّادهم ، فأمروهم بالمعروف ، ونهوهم عن المنكر ، فقتلوا جميعهم آخر النهار» (٣).
__________________
ـ ص (١٥٨): «قرأ نافع وأبو عمرو : «ومن اتبعني» بياء في الوصل ، وحجتهما أنها ياء المتكلم ، كما تقول : (من كلّمني) فلا تحذف الياء. وقرأ الباقون بحذف الياء. وأصل «اتبعني» : «اتبعي» ، ولكن النون زيدت لتسلم فتحة العين ، فالكسرة مع النون تنوب عن الياء. وانظر كذلك : المحرر الوجيز (٣ / ٤٣ ، ٤٤) ، والتفسير الكبير (٧ / ١٨٤) ، والبحر المحيط (٢ / ٤٢٨) ، وروح المعاني (٣ / ١٠٨).
(١) سورة آل عمران ، الآية : ٢١.
(٢) وهو أيضا توبيخ للمعاصرين لرسول الله صلىاللهعليهوسلم بمساوىء أسلافهم ، كما ذكر ابن عطية في المحرر الوجيز (٣ / ٤٥).
(٣) أخرجه البزار في مسنده «البحر الزخار» (٤ / ١١٠) رقم (١٢٨٥) ثم قال : وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم بهذا اللفظ ، إلا من هذا