حجتك لازمة ـ وليس لهم ما يدّعونه حجة ، وفي ذلك اهتداؤهم (١). (وَإِنْ تَوَلَّوْا) أي إن أبوا أن ينقادوا للحجة فليس عليك إلا البلاغ ، كقولك : ليس عليك هداهم ونحوه ، وقدّم الذين أوتوا الكتاب ، لأن الحجة تلزمهم من وجهين : من الوجه الذي يلزم الأميين (٢) ، ومن وجه أنهم يدّعون الإيمان بإبراهيم وغيره ، وعلى هذا قال إبراهيم : (يا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ* إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ)(٣) وقوله :
__________________
(١) ذكر هذا الوجه الثاني في تفسير الآية الزجاج في «معاني القرآن وإعرابه» (١ / ٣٨٨) فقال : «والمعنى أن الله عزوجل أمر النبيّ صلىاللهعليهوسلم أن يحتجّ على أهل الكتاب والمشركين بأنه اتبع أمر الله الذي هم أجمعون مقرّون بأنه خالقهم ، فدعاهم إلى ما أقرّوا به ، وأراهم الدلالات والآيات التي قد شرحنا ذكرها بأنه رسوله صلىاللهعليهوسلم». وانظر هذا الوجه أيضا في : الكشاف (١ / ٣٤٧) ، والتفسير الكبير (٧ / ١٨٣) ، والبحر المحيط (٢ / ٤٢٨) ، وروح المعاني (٣ / ١٠٨).
(٢) وهو اعتقادهم بأن الله هو الخالق الرازق المدبر ، كما قال الله عزوجل : (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللهُ) [العنكبوت : ٦١].
(٣) أورد الرازي في التفسير الكبير هذا الوجه من الاستدلال وقال : ذكره أبو مسلم الأصفهاني ، وكان مما قال : فأمر الله تعالى محمدا صلىاللهعليهوسلم بأن يتبع ملته ، فقال :