قوله عزوجل : (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآياتِ اللهِ فَإِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسابِ)(١) قد تقدّم وجوه الدين (٢) ، وأن للإسلام ثلاث منازل (٣) : الأول : الاعتراف الذي يحقن الدم. والثاني : أن يكون مع الاعتراف اعتقاد صحيح ووفاء (٤) بالفعل. والثالث : أن يكون مع ذلك استسلام فيما يجري عليه من
__________________
ـ القضية : التفسير الكبير (٧ / ١٨٠) ، والبحر المحيط (٢ / ٤٢٣) ، وأنوار التنزيل وأسرار التأويل (١ / ١٥٢) ، وإرشاد العقل السليم (٢ / ١٧) ، وروح المعاني (٣ / ١٠٥).
(١) سورة آل عمران ، الآية : ١٩.
(٢) قال ابن جرير في جامع البيان (٦ / ٢٧٣) ومعنى الدين في هذا الموضع : «الطاعة والذلة» وقال الراغب في المفردات ص (٣٢٣): «والدين يقال للطاعة والجزاء ، واستعير للشريعة ، والدين كالملّة ، لكنه يقال اعتبارا بالطاعة والانقياد للشريعة». وانظر : النكت والعيون (١ / ٣٧٩) ، والبحر المحيط (٢ / ٤٢٤).
(٣) انظر تفسير الراغب (ق / ٩٠) لقوله تعالى : (بَلى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ ...) [البقرة : ١١٢]. فقد ذكر هذه المنازل الثلاث إلا أنه دمجها في ضربين فقط ، وقد فعل الشيء نفسه في المفردات كما سيأتي.
(٤) في الأصل (وفا) والصواب ما أثبته وهو الموافق لما ذكره الراغب في آية البقرة وفي المفردات.