الدائم العبادة في السرّ والجهر (١) ، والمنفقون : عني به : في الفرائض والنوافل (٢) ، ومن المال والبدن ، والمستغفرون : طالبو الغفران بإتيانهم بالطاعات ، وتخصيص الأسحار لكون العبادة فيها أشقّ والقلوب أحضر وأرق (٣). وروى جعفر بن محمد (٤) : أنّ من صلى من الليل ، ثم استغفر في آخره سبعين مرة ، كتب من المستغفرين
__________________
(١) انظر معاني القنوت في : معاني القرآن وإعرابه (١ / ١٩٨ ، ٣٨٥) ، والمفردات ص (٦٨٤ ، ٦٨٥) ، ومختار الصحاح ص (٥٥٢) ، والقاموس المحيط ص (٢٠٢).
(٢) قال ابن عطية في المحرر الوجيز (٣ / ٣٨) : والإنفاق معناه في سبيل الله ومظان الأجر كالصلة للرحم وغيرها ، ولا يختص هذا الإنفاق بالزكاة المفروضة.
(٣) ذكر نحوا من هذا المعنى : أبو حيان في البحر المحيط (٢ / ٤١٨) ، والبيضاوي في أنوار التنزيل وأسرار التأويل (١ / ١٥٢) ، وأبو السعود في إرشاد العقل السليم (٢ / ١٦) ، والألوسي في روح المعاني (٣ / ١٠٢).
(٤) هو أبو عبد الله جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي ، المعروف بالصادق ، صدوق إمام فقيه ، أحد الأئمة الأعلام ، ولد سنة ثمانين ، ومات سنة (١٤٨) ، قال مالك : اختلف إليه زمانا ، فما كنت أراه إلا على ثلاث خصال ؛ إما مصلّ ، وإما صائم ، وإما يقرأ القرآن ، وما رأيته يحدّث إلا على طهارة. انظر : سير أعلام النبلاء (٦ / ٢٥٥) ، والتهذيب (٢ / ١٠٣) ، والتقريب ص (١٤١).