كأنه جعل التضمير (١) لها تسويما ، كما جعل (سنّا) و (صنعا) في قولهم : (مسنونة) و (مصنوعة) (٢). والنعم أصل الإبل. فإذا قيل : الأنعام. فقد يتناول الأزواج الثمانية (٣). والشهوة تقال تارة للقوة المشتهية ، نحو فلان خامد الشهوة ، وتارة لانبعاث تلك القوة ، وتارة للطعام المشتهى ، فيقال هذا شهوتي (٤) ، واختلف في هذا الحب من الذي زيّنه؟ مع أنه لا خلاف أنّ الله عزوجل خالق القوة المشتهية ، وخالق المشتهى ، فقال بعضهم : الله عزوجل زينه ، وذلك لنظره إلى القوة المشتهية أو المشتهى ، ولقوله : (إِنَّا جَعَلْنا ما عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَها) وإليه ذهب عمر (٥)
__________________
ـ انظر : مجمل اللغة ص (٤٥٣) ، والقاموس المحيط ص (١٤٦٤).
(١) في الأصل : للتضمير. والصواب ما أثبته.
(٢) انظر : تفسير غريب القرآن لابن قتيبة (١ / ١٠٢) ، والصحاح (٥ / ١٩٥٥) ، والمفردات ص (٤٣٨).
(٣) وهي المذكورة في سورة الأنعام في الآيتين (١٤٣ ، ١٤٤) : اثنان من الإبل ، واثنان من البقر ، واثنان من الضأن ، واثنان من المعز. وانظر معنى الأنعام في : غريب القرآن لابن قتيبة (١ / ٢٠٢) ، وإعراب القرآن للنحاس (١ / ٣٦٠) ، ومقاييس اللغة (٥ / ٤٤٦) ، والمفردات ص (٨١٤ ، ٨١٥).
(٤) انظر : معاني الشهوة في : المفردات ص (٤٦٨ ، ٤٦٩) ، ومختار الصحاح ص (٣٥٠) ، ولسان العرب (١٤ / ٤٤٥) ، وبصائر ذوي التمييز (٣ / ٣٥٨).
(٥) هو أبو حفص عمر بن الخطاب نفيل العدوي القرشي ، أسلم بمكة بعد