لما قتل من قتل يوم بدر (١) جمع النبي صلىاللهعليهوسلم اليهود ، فدعاهم إلى الإسلام ، وحذرهم مثل ما نزل بقريش (٢) ، فأبوا ، وقالوا : لسنا كقريش الأغمار (٣) إن حاربتنا لتعرفن حالنا ، فأنزل الله عزوجل الآية (٤) ، فقوله : (لِلَّذِينَ كَفَرُوا) يصح أن يكون يعني
__________________
ـ صغار الخامسة ، رمي بالتشيّع والقدر ، ولد سنة ٨٠ ه بالمدينة ، وتوفي ببغداد سنة ١٥٠ ه وقيل سنة ١٥٣ ه. انظر : سير أعلام النبلاء (٧ / ٣٤) ، وتهذيب التهذيب (٩ / ٣٨) ، والتقريب ص (٤٦٧).
(١) بدر : اسم بئر وعنده وقعت المعركة المشهورة باسمه في السنة الثانية من الهجرة ، وهي الآن بلدة كبيرة عامرة على بعد ١٥٠ كيلا من المدينة المنورة تقريبا ، انظر : معجم ما استعجم (١ / ٢٣١) والمعالم الأثيرة في السنة والسيرة ص (٤٤).
(٢) قريش : قبيلة عظيمة منها المصطفى صلىاللهعليهوسلم ، وقريش هو فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر ، وموطنها الأصلي مكة المكرمة ، ثم تفرّقت في الأقطار الإسلامية ، ولا يزال لهم بقايا في مكة والطائف. انظر : جمهرة النسب للكلبي ص (٢١) ، ومعجم قبائل الحجاز ص (٤١٩).
(٣) الأغمار : جمع غمر بالضم ، وهو من لم يجرّب الأمور. انظر : مجمل اللغة ص (٥٣٦) ، والقاموس المحيط ص (٥٨٠) ، ومختار الصحاح ص (٤٨٠).
(٤) أخرجه ابن جرير الطبري في جامع البيان (٦ / ٢٢٧) ، وابن سعد في الطبقات (٢ / ٢٨) ، والبيهقي في الدلائل (٣ / ٧٣) عن ابن ، عباس وذكره محمد