فشهدوا أن لا إله إلا هو ، ولا خالق لهم ولأفعالهم إلا هو ... هذا إيمان
القوم وتوحيدهم ، لا كقوم يغيرون في وجه النصوص ، فيجحدون الرؤية التي يظهر أن
جحدهم لها سبب في حرمانهم إياها ، ويجعلون أنفسهم الخسيسة شريكة لله في مخلوقاته ،
فيزعمون أنهم يخلقون لأنفسهم ما شاؤوا من الأفعال على خلاف مشيئة ربهم ، محادّة
ومعاندة لله في ملكه ، ثم بعد ذلك يتسترون بتسمية أنفسهم أهل العدل والتوحيد» .
٣ ـ ومن تعريض
الزمخشري بأهل السنة قوله عند قوله تعالى : (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ
قالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ وَغَرَّهُمْ فِي
دِينِهِمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ). قال : «ذلك التولي والإعراض بسبب تسهيلهم على أنفسهم
أمر العقاب ، وطمعهم في الخروج من النار بعد أيام قلائل ، كما طمعت المجبرة
والحشوية» . وهذا الكلام يشير إلى أصل المعتزلة الثالث المسمى : «الوعد
والوعيد» وهذا الأصل يتضمن خلود أهل الكبائر في النار. أما أهل السنة فإنهم قالوا
: «يجوز أن يعفو الله عن المذنب ، وأن يخرج أهل الكبائر من النار ، فلا يخلّد فيها
من أهل التوحيد أحدا» .
وقال الإمام
الطحاوي : «وأهل الكبائر من أمة محمد في النار ،
__________________