النزول دون التنبيه على ثبوت هذا السبب عن النبي صلىاللهعليهوسلم أم لا ، ودون الترجيح بين القولين ، اللذين ذكرا سببين
مختلفين لنزول الآية.
وعند قوله
تعالى : (وَما مُحَمَّدٌ
إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ
انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ) ذكر الزمخشري بعض الروايات في ذلك دون الحكم عليها أو
الترجيح بينها .
وعند قوله
تعالى : (وَما كانَ لِنَبِيٍّ
أَنْ يَغُلَ) ذكر الزمخشري ثلاث روايات في سبب نزول الآية ، ولم يحكم
عليها ، أو يرجّح بينها .
وهذا يدل على
التشابه الواضح بينه وبين الراغب في هذه الجزئية المتعلقة بالتفسير بالمأثور.
٥ ـ أقوال الصحابة والتابعين :
اهتم الراغب
بذكر أقوال الصحابة والتابعين في تفسيره أكثر من اهتمام الزمخشري بذلك ، فالزمخشري
نظرا لاعتزاله كان لا يعوّل كثيرا على الروايات المأثورة عن الصحابة والتابعين ،
لأنه يعلم أن هذه الروايات لن تؤدي إلى نصرة مذهب المعتزلة ، بل هي مدحضة لها ،
دامغة لأصولها ، ولذلك اعتد الزمخشري برأيه كثيرا ، وأعرض عن ذكر الروايات
المأثورة عن الصحابة والتابعين.
__________________