١ ـ قال الراغب في أول كلامه على سورة آل عمران : «الأصل في حروف التّهجي السكون ، وكان حكم الميم حكم غيره ، لكن حرّك لالتقاء الساكنين ، وفتح استثقالا للكسرة فيه من أجل الياء قبله. ومن قال : إنما فتح لأنه ألقي عليه حركة الهمزة فخطأ ، لأن هذه الهمزة تسقط في الدرج إلا في قولهم : يا الله. والهمزة التي تلقي حركتها على ما قبلها هي الثابتة في الوصل والوقف. نحو : من ابوك؟ إذا قلت : من أبوك؟ فيروى عن عاصم وغيره سكون الميم وقطع الألف ، وليس ذلك بصحيح عند النحويين ، لكون الألف فيه للوصل» (١).
فالراغب في هذا المثال ضعف قول الفرّاء القائل بأن الميم في قوله : (الم) إنما فتحت لأنه ألقي عليها حركة الهمزة من لفظ الجلالة (الله) ، ولم يكتف الراغب بتخطئة القول ، بل ذكر سبب ردّه له ورفضه إياه.
ثم ذكر الراغب قراءة عاصم وغيره من القراء لقوله : (الم* اللهُ) بسكون الميم وقطع الألف ، ونظرا لأن الأمر يتناول قراءة متواترة ، كان الراغب حريصا عند ما قال : «وليس ذلك بصحيح عند النحويين» فلم يطلق القول بعدم الصحة ، لأنه من المعلوم أن القراءة إذا ثبتت بالتواتر عن النبي صلىاللهعليهوسلم أو عن قراء الصحابة ، فلا عبرة بتضعيف النحويين لها.
٢ ـ وناقش الراغب قولا آخر للفرّاء ، وذلك عند قوله تعالى :
__________________
(١) الرسالة ص (٤٠١ ، ٤٠٢).