في هذا المثال : «وأصله عندي» إشارة إلى اعتداده بنفسه ، وأنه قد بلغ مرتبة أئمة اللغة ، الذين يؤخذ بأقوالهم ، ويعتدّ بكلامهم وخلافهم.
٨ ـ وعند قوله تعالى : (وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعافاً خافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً)(١) قال الراغب : «أصل السداد إزالة الاختلال ، يقال : سددت الخرق إذا ردمته ، والسهم إذا قوّمته ، والفقر إذا أزلته. والسداد ما يسدّ به ، والسداد يقال في معنى الفاعل وفي معنى المفعول ، ورجل سديد متردد بين المعنيين ، فإنه مسدّد من قبل متبوعه ، مسدّد لتابعه» (٢).
٩ ـ وعند قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى)(٣) قال الراغب : «السكر هو من السّكر أي سدّ مجرى الماء ، وذلك لسدّ البخار الصاعد من المعدة قوة الفهم ـ وسكرت الريح : أي سكنت ، تشبيها بسكون الماء إذا سدّ مجراه ، وكذلك سكّرت أبصارنا : أي سدّ مجراها. والسكر قد يقال لما يعرض من الهوى والشباب والغنى .. ويقال : سكارى وسكرى.
والغائط : المنهبط من الأرض فكنّى به عن الحدث ، كالنجو في كونه للمرتفع من الأرض ، وكالعذرة للفناء ، والحش للبستان ، والكنيف للحظيرة ..» (٤).
__________________
(١) سورة النساء ، الآية : ٩.
(٢) الرسالة ص (١١١٤).
(٣) سورة النساء ، الآية : ٤٣.
(٤) الرسالة ص (١٢٥٠ ، ١٢٥١).