المطلب الثاني
أهميته
يستمدّ كل كتاب أهميته بالدرجة الأولى من أهميّة مؤلفه وشهرته في فنّه ، وتلقي العلماء مؤلفاته بالقبول. ولا تكاد تخلو مكتبة طالب علم ـ ولا سيما في مجال التفسير ـ من كتاب «مفردات ألفاظ القرآن» للراغب الأصفهاني ، وذلك لشموله وتبّحر مؤلفه ـ بشكل واضح ـ في علوم اللغة وتراكيب ألفاظها ومفرداتها ؛ لكن الباحث يصطدم بالاختصار الشديد الذي أملته طبيعة الكتاب ـ حيث يعنى بشرح معاني الألفاظ والمفردات الغريبة التي ترد في القرآن ـ مما يحرم مطالعيه من متابعة النكت البلاغيّة والتقريرات التفسيريّة التي برع فيها الراغب الأصفهاني رحمهالله.
ومن هنا تنبع أهميّة «تفسير الراغب الأصفهاني» حيث إنه قد قابل ذلك الاختصار ـ المطلوب ـ في كتابه «المفردات» بإطناب وتوسع ـ مطلوب أيضا ـ في تفسيره الذي بين أيدينا ، ومما يؤكد أهميّة هذا التفسير ما يلي :
١ ـ تبحّر الراغب الأصفهاني في علوم البلاغة والنحو ، والاشتقاق والمعاني ، وقد ضمّن تفسيره خلاصة خبرته ودرايته بهذه العلوم بتوسّع وإطناب.