(أ) قول الطيبي عن «الراغب : أفضى فلان إلى فلان أي وصل إلى فضاء منه ، أي سعة غير محظورة. فمن الفقهاء من جعل ذلك عبارة عن الخلوة ، حصل معها المسيس أو لم يحصل ، ومنهم من جعله كناية عن المسيس ، وإليه ذهب ابن عباس ومجاهد ، ونبّه أن المهر بإزاء ذلك المعنى ، وقد نلتموه منهن فلا حقّ لكم إذا عليهنّ» (١).
وهذا النقل يتطابق مع ما ذكره الراغب أثناء تفسيره لقوله تعالى : (وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضى بَعْضُكُمْ إِلى بَعْضٍ)(٢).
(ب) نقل الطيبي عن الراغب أنه قال : «التزكية : إما بالفعل ، وهو أن يتحرّى الإنسان ما فيه تطهير بدنه ، وذلك يصح أن ينسب إلى العبد ، كقوله تعالى : (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها)(٣) ، وإلى من يأمره بفعله ، كقوله تعالى : (خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها)(٤) ، وإما بالقول ، وذلك بالإخبار عنه بذلك ومدحه به ، ومحظور على الإنسان أن يفعل ذلك بنفسه لا بالشرع فقط ، بل بمقتضى العقل أيضا من غير داع إلى ذلك. فالتزكية في الحقيقة هي الإخبار عما ينطوي عليه الإنسان ، ولا يعرف ذلك إلا الله ، ولهذا قال : (بَلِ اللهُ يُزَكِّي مَنْ يَشاءُ)(٥)» (٦).
__________________
(١) انظر : فتوح الغيب (١ / ٦٠) الفقرة ١٩٦.
(٢) سورة النساء ، الآية : ٢١. وانظر : كلام الراغب ص (١١٥٦) من هذه الرسالة.
(٣) سورة الشمس ، الآية : ٩.
(٤) سورة التوبة ، الآية : ١٠٣.
(٥) سورة النساء ، الآية : ٤٩.
(٦) انظر : فتوح الغيب (١ / ١٢٠) الفقرة رقم ٣٨٤.