وَیُسَلِّمُوا تَسْلِیماً) (١) ویقول أیضاً : (فَإِنْ تَنٰازَعْتُمْ فِی شَیْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَی اللّٰهِ وَالرَّسُولِ ...) (٢).
إذن ، لا بُدّ من الرجوع إلی قول الرسول الصادق الأمین الذی (مٰا یَنْطِقُ عَنِ الْهَویٰ * إِنْ هُوَ إِلاّٰ وَحْیٌ یُوحیٰ) (٣) ... وقد وجدنا أصحابه یروون عنه أنّ المراد من (الصّٰادِقِینَ) فی هذه الآیه هو علی علیه السلام ، أو هو والأئمّه من أهل البیت.
فکانت السُنّه رافعهً للخلاف ، ومعیّنهً للقول بأنّ الإمام المعصوم هو «علیّ» والأئمّه من العتره «فی کلّ زمان» ....
أمّا القول الآخر فلا دلیل علیه ، وإنّما هو اجتهاد فی مقابله النصّ الصریح.
وقد حاول الفخر الرازی إبطال هذا الاستدلال بالاجتهاد کذلک ، فقال : «هذا باطل ، لأنّه تعالی أوجب علی کلّ واحدٍ من المؤمنین أن یکون مع الصادقین ، وإنّما یمکنه ذلک لو کان عالماً بأنّ ذلک الصادق من هو ، لا الجاهل بأنّه من هو ، فلو کان مأموراً بالکون معه کان ذلک تکلیف ما لا یطاق ، وإنّه لا یجوز».
وإذا وصل الأمر إلی هنا فهو سهلٌ ، لأنّ معرفه الإمام الصادق المعصوم ممکنه ، وإلّا لم یقل النبیّ صلّی اللّٰه علیه وآله وسلّم : «من مات ولم یعرف إمام زمانه مات میتهً جاهلیه» (٤) ....
__________________
(١) سوره النساء ٤ : ٦٥.
(٢) سوره النساء ٤ : ٦٥.
(٣) سوره النجم ٥٣ : ٣ و ٤.
(٤) هذا الحدیث بهذا اللفظ فی «شرح المقاصد ٥ : ٢٣٩» لسعد الدین التفتازانی ، المتوفّی سنه ٧٩٣ ، وفی بعض المصادر الأُخری ، وقد أُخرج هذا الحدیث بألفاظٍ مختلفهٍ فی أُمّهات مصادر الحدیث ، ولا بُدّ وأن ترجع کلّها إلی المعنی الذی دلّ علیه هذا اللفظ.