يَكْسِبُونَ (٨٢)) يقولون ويعملون من المعاصى (فَإِنْ رَجَعَكَ اللهُ) من غزوة تبوك (إِلى طائِفَةٍ مِنْهُمْ) من المنافقين بالمدينة (فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ) إلى غزوة أخرى (فَقُلْ) لهم يا محمد (لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَداً) بعد غزوة تبوك (وَلَنْ تُقاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ) بالجلوس (أَوَّلَ مَرَّةٍ) فى أول مرة من غزوة تبوك (فَاقْعُدُوا) عن الجهاد (مَعَ الْخالِفِينَ (٨٣)) مع النساء والصبيان (وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ) من المنافقين ، يعنى عبد الله بن أبى (ماتَ أَبَداً) ويقال : على عبد الله بن أبى (وَلا تَقُمْ عَلى قَبْرِهِ) ولا تقف على قبره (إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ) فى السر (وَماتُوا وَهُمْ فاسِقُونَ (٨٤)) منافقون (وَلا تُعْجِبْكَ) يا محمد (أَمْوالُهُمْ) كثرة أموالهم (وَأَوْلادُهُمْ) ولا كثرة أولادهم (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِها فِي الدُّنْيا) وفى الآخرة (وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ) تخرج أرواحهم فى الدنيا (وَهُمْ كافِرُونَ (٨٥)) مقدم ومؤخر.
(وَإِذا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ) من القرآن وأمروا فيها (أَنْ آمِنُوا بِاللهِ) صدقوا بإيمانكم بالله (وَجاهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ) يا محمد (أُولُوا الطَّوْلِ) ذو الغنى (مِنْهُمْ) من المنافقين عبد الله بن أبى ، وجد بن قيس ، ومعتب بن قشير (وَقالُوا ذَرْنا) يا محمد (نَكُنْ مَعَ الْقاعِدِينَ (٨٦)) بغير عذر (رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوالِفِ) مع النساء والصبيان (وَطُبِعَ) ختم (عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ (٨٧)) لا يصدقون أمر الله (لكِنِ الرَّسُولُ) محمد (صلىاللهعليهوسلم) (وَالَّذِينَ آمَنُوا) فى السر والعلانية (مَعَهُ جاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ) فى سبيل الله (وَأُولئِكَ لَهُمُ الْخَيْراتُ) الحسنات المقبولات فى الدنيا ، ويقال : الجوارى الحسان فى الآخرة (وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٨٨)) الناجون من السخط والعذاب (أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ) بساتين (تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا) من تحت شجرها ومساكنها (الْأَنْهارُ) أنهار الخمر والماء والعسل واللبن (خالِدِينَ فِيها) مقيمين فى الجنة لا يموتون ولا يخرجون منها (ذلِكَ) الذى ذكرت (الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (٨٩)) النجاة الوافرة فازوا بالجنة وما فيها ونجوا من النار وما فيها (وَجاءَ) إليك يا محمد (الْمُعَذِّرُونَ) مخففة من كان له عذر (١)(مِنَ الْأَعْرابِ) من بنى غفار ، وإن قرأت المعذرون مشددة ، يعنى من لم يكن له عذر (لِيُؤْذَنَ لَهُمْ) لكى يأذن لهم رسول الله
__________________
(١) قرأ يعقوب : «المعذرون» ساكنة العين خفيفة ، وقرأ الباقون بتشديد الذال. انظر : معانى