(نُعَذِّبْ طائِفَةً) وديعة بن جذام ، وجد بن قيس (بِأَنَّهُمْ كانُوا مُجْرِمِينَ (٦٦)) مشركين فى السر (الْمُنافِقُونَ) من الرجال (وَالْمُنافِقاتُ) من النساء (بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ) على دين بعض فى السر (يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ) بالكفر ومخالفة الرسول (وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ) عن الإيمان وموافقة الرسول (وَيَقْبِضُونَ) يمسكون (أَيْدِيَهُمْ) عن النفقة فى الخير (نَسُوا اللهَ) تركوا طاعة الله فى السر (فَنَسِيَهُمْ) خذلهم فى الدنيا وتركهم فى الآخرة فى النار (إِنَّ الْمُنافِقِينَ هُمُ الْفاسِقُونَ (٦٧)) الكافرون فى السر (وَعَدَ اللهُ الْمُنافِقِينَ) من الرجال (وَالْمُنافِقاتِ) من النساء (وَالْكُفَّارَ نارَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها) مقيمين فى النار (هِيَ حَسْبُهُمْ) مصيرهم (وَلَعَنَهُمُ اللهُ) عذبهم الله (وَلَهُمْ عَذابٌ مُقِيمٌ (٦٨)) دائم (كَالَّذِينَ) كعذاب الذين (مِنْ قَبْلِكُمْ)(١) من المنافقين (كانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً) بالبدن (وَأَكْثَرَ أَمْوالاً وَأَوْلاداً فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلاقِهِمْ) فأكلوا بنصيبهم من الآخرة فى الدنيا (فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلاقِكُمْ) فأكلتم بنصيبكم من الآخرة فى الدنيا (كَمَا اسْتَمْتَعَ) كما أكل (الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ) من المنافقين (بِخَلاقِهِمْ) بنصيبهم من الآخرة فى الدنيا (وَخُضْتُمْ) فى الباطل (كَالَّذِي خاضُوا) وكذبتم محمدا (صلىاللهعليهوسلم) فى السر كالذين خاضوا وكذبوا أنبياءه ، يعنى أنبياء الله (أُولئِكَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ) بطلت حسناتهم (فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (٦٩)) المغبونون بالعقوبة.
(أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ) خبر (الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) كيف أهلكناهم (قَوْمِ نُوحٍ) أهلكناهم بالغرق (وَعادٍ) قوم هود أهلكناهم بالريح (وَثَمُودَ) قوم صالح أهلكناهم بالرجفة (وَقَوْمِ إِبْراهِيمَ) أهلكناهم بالهدم (وَأَصْحابِ مَدْيَنَ) قوم شعيب أهلكناهم بالرجفة (وَالْمُؤْتَفِكاتِ) المكذبات المنخسفات ، يعنى قوم لوط أهلكناهم بالخسف والحجارة (أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ) بالأمر والنهى والعلامات فلم يؤمنوا بهم فأهلكهم الله (فَما كانَ اللهُ لِيَظْلِمَهُمْ) بهلاكهم (وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (٧٠)) بالكفر وتكذيب الأنبياء.
(وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ
__________________
(١) انظر : تفسير الطبرى (١٠ / ١٢٧) ، والدر المنثور (٣ / ٢٥٨).