وَالْآخِرَةِ وَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (٦٩) أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْراهِيمَ وَأَصْحابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَما كانَ اللهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (٧٠))
(وَمِنْهُمُ) من المنافقين : جذام بن خالد ، وأوياس بن قيس ، وسماك بن يزيد ، وعبيد ابن مالك (الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَ) بالطعن والشتم (وَيَقُولُونَ) بعضهم لبعض (هُوَ أُذُنٌ) يسمع منا ويصدقنا إذا قلنا فيك شيئا (قُلْ) لهم يا محمد (أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ) أى يسمع منكم ويصدقكم بالخير لا بالكذب ، ويقال : أذن خير لكم إن كان أذنا فهو خير لكم (١)(يُؤْمِنُ بِاللهِ) يصدق قول الله (وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ) يصدق قول المؤمنين المخلصين (وَرَحْمَةٌ) من العذاب (لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ) فى السر والعلانية (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللهِ) بالتخلف عنه فى غزوة تبوك جلاس بن سويد ، وشهاب بن عمرو ، ومخشى بن حمير وأصحابهم (لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (٦١)) وجيع فى الدنيا والآخرة (يَحْلِفُونَ بِاللهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ) بالتخلف عن الغزو (وَاللهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كانُوا مُؤْمِنِينَ (٦٢)) لو كانوا مصدقين فى إيمانهم (أَلَمْ يَعْلَمُوا) يعنى جلاسا وأصحابه (أَنَّهُ مَنْ يُحادِدِ اللهَ) يخالف الله (وَرَسُولَهُ) فى السر (فَأَنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِداً فِيها ذلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ (٦٣)) العذاب الشديد (يَحْذَرُ الْمُنافِقُونَ) عبد الله بن أبى وأصحابه (أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ) على نبيهم (سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ) تخبرهم (بِما فِي قُلُوبِهِمْ) من النفاق (قُلِ) يا محمد لوديعة بن جذام ، وجد بن قيس ، وجهير بن حمير (اسْتَهْزِؤُا) بمحمد (صلىاللهعليهوسلم) والقرآن (إِنَّ اللهَ مُخْرِجٌ) مظهر (ما تَحْذَرُونَ (٦٤)) ما تكتمون من محمد (صلىاللهعليهوسلم) وأصحابه (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ) يا محمد عما ذا ضحكتم (لَيَقُولُنَّ إِنَّما كُنَّا نَخُوضُ) نتحدث عن الركب (وَنَلْعَبُ) نضحك فيما بيننا (قُلْ) يا محمد لهم (أَبِاللهِ وَآياتِهِ) القرآن (وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِؤُنَ (٦٥) لا تَعْتَذِرُوا) بقولكم (قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طائِفَةٍ مِنْكُمْ) جهير بن حمير لأنه لم يستهزئ معهم ، ولكن ضحك معهم.
__________________
(١) انظر : معانى القرآن للفراء (١ / ٤٤٤) ، وتفسير الطبرى (١٠ / ١٢٦) ، وزاد المسير (٣ / ٤٦) ، والنكت للماوردى (٢ / ١٤٨).