إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

وقعة صفّين

372/689
*

أعني عليا وابن عم المؤتمن

كفى بهذا حزنا من الحـزن

فضحك علي ثم قال : أما والله لقد حاد عدى الله عني ، وإنه بمكاني لعالم ، كما قال العربي : « غير الوهي ترقعين وأنت مبصرة (١) » ، ويحكم ، أروني مكانه لله أبوكم ، وخلا كم ذم.

وقال النجاشي يمدح عليا :

إني إخال عليا غير مرتدع

حتى يؤدى كتاب الله والذمم (٢)

حتى ترى النقع معصوبا بلمته

نقع القبائل ، في عرنينه شمـم (٣)

غضبان يحرق نابيه بحرتـه

كما يغظ الفنيق المصعـب القطم (٤)

حتى يزيل ابن حرب عن إمارته

كما تنكب تيس الحبلـة الحلـم (٥)

أو أن تروه كمثل الصقر مرتبئا

يخفقن من حـوله العقبان والرخـم

وقال النجاشي أيضا يمدح عليا ويهجو معاوية وقد بلغه أنه يتهدده (٦) :

يأيها الرجل المبدي عداوته

رو لنفسك أي الأمر تأتمـر

__________________

(١) في الأصل : « عين الوهي » صوابه في ح ( ٢ : ٢٨٢ ). والوهي ، بالفتح : الشق في الشيء.

(٢) في الأصل : « غير منتهى » وهي من ضرورة الشعر ، لكن كتب بجوارها « ن : مرتدع » أي إنها كذلك في نسخة أخرى ، وهذه الأخيرة رواية ح.

(٣) في الأصل : « حتى ترى النقع » وفي ح : « أما ترى النقع ».

(٤) حرق نابيه يحرقهما ، بالضم والكسر : سحقهما حتى سمع لهما صريف. المصعب : الفحل. والقطم : المشتهي للضراب. وفي الأصل : « المغضب القطم » والوجه ما أثبت من ح.

(٥) الحبلة ، بالضم : ثمر عامة العضاه. وهم ينسبون التيس أيضا فيقولون : « تيس الربل » وهو ضروب من الشجر إذا برد الزمان عليها وأدبر الصيف تفطرت بورق أخضر. انظر الحيوان ( ٤ : ١٣٤ / ٦ : ١٢٣ ). وفي الأصل : « الجلة » وفي ح : « الخلة » ولا وجه لهما.

(٦) ح : « قال نصر : » وحدثنا عمر بن سعد عن الشعبي قال : « بلغ النجاشي أن معاوية تهدده فقال ».