إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

وقعة صفّين

328/689
*

المرقال : قال : يا أمير المؤمنين ، أما والله لتعلمني (١) ـ إن شاء الله ـ ألف اليوم بين جماجم القوم. فحمل يومئذ يرقل إرقالا.

نصر ، عن عبد العزيز بن سياه ، عن حبيب بن أبي ثابت قال لما كان قتال صفين والراية مع هاشم بن عتبة ـ قال ـ جعل عمار بن ياسر يتناوله بالرمح ويقول : أقدم يا أعور.

* لا خير في أعور لا يأتي الفزع *

قال : فجعل يستحيى من عمار ، وكان عالما بالحرب ، فيتقدم فيركز الراية ، فإذا تتامت (٢) إليه الصفوف قال عمار : أقدم يا أعور.

* لا خير في أعور لا يأتي الفزع *

فجعل عمرو بن العاص يقول : إني لأرى لصاحب الراية السوداء عملا ، لئن دام على هذا لتفنين العرب اليوم. فاقتتلوا قتالا شديدا ، وجعل عمار يقول : صبرا عباد الله ، الجنة تحت ظلال البيض (٣) ». وكان لواء الشام مع أبي الأعور السلمي.

ولم يزل عمار بهاشم ينخسه حتى أشتد القتال (٤) ، وزحف هاشم بالراية يرقل بها إرقالا ، وكان يسمى المرقال. قال : وزحف الناس بعضهم إلى بعض ، والتقى الزحفان فاقتتل الناس قتالا شديدا لم يسمع الناس بمثله ، وكثرت القتلى في الفريقين كليهما.

__________________

(١) في الأصل : « لتعلمن ».

(٢) في الأصل : « شامت ».

(٣) البيض : السيوف.

(٤) في الأصل : « شبت القتال » صوابه في ح ( ٢ : ٢٧٠ ).