حتى أناخوا بالمحامي الخط |
|
جند يمان ليس هم بخلط |
فأجابه الأشعث بن قيس :
إني أنا الأشعث وابن قيس |
|
فارس هيجاء قبيل دوس |
لست بشكاك ولا ممسوس (١) |
|
كندة رمحي وعلى قوسي |
وقال حوشب ذو ظليم (٢) :
يا أيها الفارس ادن لا ترع |
|
أنا أبو مر وهذا ذو كلع (٣) |
مسود بالشام ما شاء صنع |
|
أبلغ عني أشترا أخا النخع (٤) |
والأشعث الغيث إذا الماء امتنع (٥) |
|
قد كثر الغدر لديكم لو نفع |
فأجابه الأشعث :
أبلغ عني حوشبا وذا كلع |
|
وشرحبيل ذاك أهلك الطمع (٦) |
قوم جفاة لا حيا ولا ورع |
|
يقودهم ذاك الشقي المبتدع |
إني إذا القرن لقرن يختضع |
|
وأبرقوها في عجاج قد سطع (٧) |
أحمي ذماري منهم وأمتنع
وقال الأشتر أيضا فجال :
يا حوشب الجلف ويا شيخ كلع |
|
أيكما أراد أشتر النخع |
__________________
(١) الممسوس : الذي به مس من الجنون. وفي هذا البيت سناد الحذو ، وهو اختلاف حركة ما قبل الردف. وفي الأصل : « مملوس » ولا وجه له.
(٢) سبقت ترجمته في ص ٦٦.
(٣) ذو كلع ، هو ذو الكلاع. انظر ص ٦٠ ، ٦١.
(٤) أبلغ : أي أبلغا ، بنون التوكيد الخفيفة ، حذفها وأبقي الحركة قبلها. انظر ما مضى ص ١٧٧.
(٥) في الأصل : « منع ».
(٦) أي أهلكه الطمع. وقد غير ضبط شرحبيل للشعر.
(٧) العجاج ، كسحاب : الغبار. أبرقوها : أي أبرقوا السيوف. وفي اللسان : « وأبرق بسيفه يبرق : إذا لمع به ».