مثل العزالى بطعان نفح
|
|
لا صلح للقوم وأين صلحي
|
حسبي من الإقحام قاب
رمح
فلما أصبح دب في الناس وسيوفهم على
عواتقهم ، وجعل يلقى رمحه ويقول : بأبي أنتم وأمي ، تقدموا قاب رمحي [ هذا ]. فلم يزل ذلك دأبه حتى خالط
القوم وحسر عن رأسه ونادى : أنا الأشعث بن قيس ، خلوا عن الماء. فنادى أبو الأعور
السلمي : أما والله لا ، حتى تأخذنا وإياكم السيوف. فقال : قد والله أظنها دنت
منا. وكان الأشتر قد تعالى بخيله حيث أمره علي ، فبعث إليه الأشعث أن أقحم الخيل.
فأقحمها حتى وضع سنابكها في الفرات ، وأخذت القوم السيوف فولوا مدبرين.
نصر ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن
أبي جعفر ، عن زيد بن حسين
قال : نادى الأشعث عمرو بن العاص ، قال : ويحك يا ابن العاص ، خل بيننا وبين الماء
، فوالله لئن لم تفعل ليأخذنا وإياكم السيوف. فقال عمرو : والله لا نخلي عنه حتى
تأخذنا السيوف وإياكم ، فيعلم ربنا أينا اليوم أصبر. فترجل الأشعث والأشتر وذوو البصائر من أصحاب علي ، وترجل
معهما اثنا عشر ألفا ، فحملوا على عمرو ومن معه من أهل الشام فأزالوهم عن الماء حتى غمست خيل علي
سنابكها في الماء.
نصر : روى سعد أن عليا قال ذلك اليوم :
هذا يوم نصرتم فيه بالحمية .
ثم إن عليا عسكر هناك. وقبل ذاك قال شاعر أهل العراق :
__________________