ألا يتقون الله أن يمنعوننا الـ |
|
فرات وقد يروي الفرات الثعالب |
وقد وعدونا الأحمرين فلم نجد |
|
لهم أحمرا إلا قراع الكتائب (١) |
إذا خفقت راياتنا طحنت لها |
|
رحى تطحن الأرحاء والموت طالب (٢) |
فتعطي إله الناس عهدا نفي به |
|
لصهر رسول الله حتى نضارب |
وكان بلغ [ أهل ] الشام أن عليا جعل للناس إن فتحت الشام أن يقسم بينهم البر والذهب ـ وهما الأحمران (٣) ـ وأن يعطيهم خمسمائة كما أعطاهم بالبصرة (٤) ، فنادى منادي أهل الشام (٥) ؛ يا أهل العراق [ لماذا نزلتم بعجاج من الأرض (٦)؟ نحن أزد شنوءة لا أزد عمان. يا أهل العراق ] :
لا خمس إلا جندل الإحرين (٧) |
|
والخمس قد يحمل الأمرين (٨) |
__________________
(١) الأحمران ، سيأتي تفسيرهما بعد الشعر.
(٢) الأرحاء ، هاهنا : القبائل المستقلة ، واحدتها رحى.
(٣) فسرا في المعاجم بأنهما اللحم والخمر ، أو الذهب والزعفران. أما تفسيرهما بالبر والذهب فلم أجده إلا هاهنا. وفي ح : « التبر والذب » ولا إخال « التبر » إلا تحريفا.
(٤) لما فرغ علي من بيعة أهل البصرة بعد وقعة الجمل نظر في بيت المال فإذا فيه ستمائة ألف وزيادة ، فقسمها على من شهد معه ، فأصاب كل رجل منهم خمسمائة خمسمائة ، وقال : لكم إن أظفركم الله عز وجل بالشام مثلها إلى أعطياتكم ، انظر الطبري ( ٤ : ٢٢٣ ).
(٥) في اللسان ( حرر ) : « أنشد ثعلب لزيد بن عتاهية التميمي ، وكان زيد المذكور لما عظم البلاء بصفين قد انهزم ولحق بالكوفة .... فلما قدم زيد على أهله قالت له ابنته : أين خمس المائة؟ فقال :
إن أباك فر يوم
صفين |
|
لما رأى عكا
والأشعريين |
وقيس عيلان
الهوازنيبن؟؟ |
|
وابن نمر في سراة
الكنديين |
وذا الكلاع سيد
اليمانين |
|
وحابسا يستن في
الطائيين |
قال لنفس السوء هل
تفرين |
|
لا خمس إلا جندل
الإحرين |
والخمس قد جشمك
الأمرين |
|
جمزا إلى الكوفة
من قنسرين ». |
(٦) العجاج ، أراد به الأرض الخبيثة. وأصل العجاج من الناس الغوغاء والأراذل ومن لا خير فيه.
(٧) لا خمس ، أراد لا خمسمائة. والجندل : جمع جندلة ، وهي الحجارة يقلها الرجل. والإحرين بكسر أوله وفتح ثانيه : الحرار من الأرض ، كأنها جمع إحرة ، ولم يتكلموا بهذه. وهي من ملحقات الجمع السالم كالإوزين والأرضين والسنين. والحرار : جمع حرة ، وهي أرض ذات حجارة سود نخرات. والمعنى : ليس لك اليوم إلا الحجارة والخيبة.
(٨) الأمرين : الشعر والأمر العظيم ، يقال بكسر الراء وفتحها ، كما في القاموس.