هذا زيادة وعظ وتذكير بهذه النعمة.
قوله تعالى : (انْظُرُوا إِلى ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ).
قال ابن عرفة : النظر للتمر فيه في فائدتان : وهي النظر فيه للذة الأكل في الدنيا ، والاعتبار والاستدلال على أن له خالقا موجودا وهذا منفعة أخروية ويستوي فيه العظيم والحقير والمالك وغيره ، فنظر الإنسان في ملك غيره ليعتبر والأولى قاعدة على المالك.
قوله تعالى : (وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَناتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ). قال : هذا يدل على أن أقل الجمع اثنان.
وأجاب ابن عرفة بما قال ابن التلمساني في قوله (اثْنَيْنِ) خيار للرجال بالنكاح وهي إنما يتوجب لواحد.
قوله تعالى : (بِغَيْرِ عِلْمٍ).
قال ابن عرفة : إن قلت : ما أفاد قوله : (بِغَيْرِ عِلْمٍ) مع أن هذا ليس من قبيل المعلوم ؛ لأنه محال؟ ، فالجواب بوجهين :
الأول : أن هذا مما لا يصح فيه إلا بعلم وليس هذا من الأمر الذي يتكلم فيه بالظن ، والحدس.
الثاني : التنبيه على أن ليس لهم في ذلك شبهة ولا مستند بل هو مجرد افتراء وجهالة.
قوله تعالى : (سُبْحانَهُ وَتَعالى).
ابن عرفة : قالوا : فإن قوله (وَتَعالى) نفي القابلية ، فسبحان لنفي الواقع الموجود (وَتَعالى) لنفي القابلية ، كقولك : حاش لزيد أن يفعل القبائح.
قوله تعالى : (عَمَّا يَصِفُونَ).
أتى فيه بلفظ المضارع مع أن ذلك ماض قد وقع ، ابن عرفة : الجواب أن فيه تسلية للنبي صلّى الله عليه وعلى آله وسلم ، وإعلام بأنهم ندموا على ذلك فلا يتأسف على كفرهم فإن الله تعالى منزه عن ذلك لا يضره شيء من فعلهم.
قوله تعالى : (بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ).