قوله تعالى : (وَتَرَكْتُمْ ما خَوَّلْناكُمْ).
إسناد التحويل إليه مجاز.
قوله تعالى : (وَما نَرى مَعَكُمْ شُفَعاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكاءُ).
نقل أبو حيان عن بعضهم : أن معكم حال من شفعاءكم ، وألزمه أبو حيان المفهوم ؛ وهو وجود شفعائهم لا في حال كونهم معهم.
وأجاب ابن عرفة : النفي إذا تسلط على مركب من جزأين قد يكون أحد جزئيه موجودا ، وقد لا يكون كذلك ؛ لأنه مطلق في الأجزاء فقد تنتفي الأجزاء وقد لا تنتفي.
قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ فالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوى).
قال ابن عرفة : وجه التأكيد بإن مع أن المخاطب غير منكر ولا عليه مخايل الإنكار ، ولكنه نافل من ذلك مشتغل بدنياه ، فالتأكيد تشبيه له من فعلته فكأنه كالمنكر.
قوله تعالى : (الْحَبِّ).
القمح والشعير ونحوهما ، (وَالنَّوى) نوى التمر والخوخ ونحوهما.
قوله تعالى : (يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ).
قيل لابن عرفة : لم قال (فالِقُ الْحَبِ) بلفظ الاسم ؛ فأجاب بأنه مخرج للتصوير والتعجيب ، وإخراج الحي من الميت أغرب وأعجب من إخراج الميت من الحي ، وفلق الحب والنوي إنما يكون تحت الأرض فهو غير مشاهد ؛ فلذلك لم يؤت فيه بلفظ البقل ؛ لأنه يقتضي التصوير والمشاهدة ، كقوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً) [سورة الحج : ٦٣] قلت : وأجاب أبو جعفر الزبير بأن هذه الآية توسطت بين أسماء الفاعلين الواقعة إخبارا ؛ لأن قبلها (إِنَّ اللهَ فالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوى) وبعدها (فالِقُ الْإِصْباحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً) فلذلك قال : (وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ). بلفظ الاسم ، قال : وإنما قال : (يُخْرِجُ الْحَيَ) بلفظ الفعل لما أجاب به الزمخشري من أنه أتي بيانا ، لقوله تعالى : (فالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوى ؛) لأن فالق الحب اليابس بالنبات من جنس إخراج الحي من الميت.
قوله تعالى : (ذلِكُمُ اللهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ).
قال ابن عرفة : أورد فيها سؤالا نحويا هو : أن المبتدأ لا يكون إلا معلوما والخبر مجهولا لم يجز جعله في الجملة الأولى مبتدأ ، قال : وأجيب بأنه معلوم من جهة ذاته