في كلام
الشاطبي هنا إشكال ؛ لأنه قال : وإن يفتح البيت ، وهذا البيت للتأنيث وأصحابه
قرأوا يستبين بالياء والباقون بالتاء ، لكن نافع منهم بتاء الخطاب لنصبه سبيل ،
وغيره بتاء التأنيث لكن الشافعي اعتبر اللفظ ولفظ (لِتَسْتَبِينَ) في القراءتين واحد.
قوله تعالى : (قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ
الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ).
قال ابن عرفة :
أتت هذه الجملة مفصولة غير معطوفة ؛ لأن الأول خبر وهذه طلب.
وقال المازري :
الخلاف في قول الراوي نهى رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلم عن كذا هل يحمل
على التحريم أم على الكراهة.
قوله تعالى : (قُلْ لا أَتَّبِعُ أَهْواءَكُمْ).
جمعها إما
لتفرقها واختلافها فمن لوازم اتباعها الجمع بين النقيضين وهو محال.
قوله تعالى : (قَدْ ضَلَلْتُ إِذاً وَما أَنَا مِنَ
الْمُهْتَدِينَ).
انظر ما أفاد
هذا العطف ، أجاب ابن عرفة : بأنه أفاد التنبيه على أنه متصف بأخص الهداية على
سبيل الاحتراز خوف أن يتوهم أدناها ؛ لأن قولك : زيد من المهتدين أخص من قولك. زيد
مهتد ، فالأول أفاد مطلق نفي الضلال عنه ، والثاني أفاد أيضا أنه بأخص الهداية
فدخل النفي عليه فنفاه على حالته ، بخلاف ما لو قال : وما اهتديت ؛ لأنه يكون
داخلا في الأول لا يفيد ما قلناه.
قوله تعالى : (قُلْ إِنِّي عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي).
قال ابن عرفة :
تقرر في علم البيان أن الوصف الذي يتوهم حصوله بأنه إذا نفي عمن نسب إليه تارة
يكون نفيه محصلا ، وتارة يكون مفروضا مقدرا ، فيقول لمن توهم : أنك أسأت إليه ما
أسأت إليك إذا كان النفي مفروضا مقدرا إن قصد الاعتبار بالنفي عنه بعد النفي بجائز
، لذلك النفي يقول : لو أسأت إلي عاقبتك لكني بذاك منك ، هذا جائز يزيل الروع عن
قلب المخاطب ، وتارة يقول : لو أسأت عاقبتك ولا يذكر له جائزا ، وهنا قال : [٣٠ /
١٥٠] (قُلْ لا أَتَّبِعُ
أَهْواءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذاً) أي : لو اتبعت أهواءكم لضللت وما اهتديت وما بجائز ،
فقال : ولكني على بينة من ربي وأنتم لستم كذلك.
قوله تعالى : (وَكَذَّبْتُمْ بِهِ).