وقد ناقشنا عددا من هذه الآراء عند تحديد السنة التي ولد فيها مقاتل.
ورغم ان الرواة ضعفوا جويبر ، وان رواية ابراهيم الحربي مرفوضة لمخالفتها للواقع ، الا ان عبد الرزاق بن همام المحدث المفسر الثقة أخبرنا ان الضحاك لم يلق مقاتلا (١٨).
وروى عن ابن عيينة ذلك ، وأول إغلاق الباب على مقاتل والضحاك بانه باب المدينة او باب المقابر.
فإذا اغلق باب المدينة على مقاتل والضحاك ومقاتل بين الاحياء والضحاك بين الأموات ـ كان هذا هو التعريض الذي عرض به مقاتل ، وهو تدليس عند أئمة الحديث.
وهناك تدليس اقرب الى الكذب اثر عن مقاتل من ذلك انه كان يحدث الناس عن الكلبي فقال : أخبرني ابو النضر يعنى الكلبي.
فمر به الكلبي فدنا منه وقال : يا أبا الحسن انا الكلبي وما حدثت بهذا الحديث قط. فقال : اسكت يا أبا النضر ، فان تزيين الحديث لنا انما هو بالرجال (١٩).
وكان مقاتل يسال عن الحديث فيقول أخبرني به ابو جعفر ـ او فلان ـ وبعد ايام يسال عنه فيقول أخبرني به الضحاك ، فإذا سئل عنه بعد ذلك قال أخبرني به عطاء (٢٠).
وقال عبد الصمد بن عبد الوارث قدم علينا مقاتل بن سليمان فجعل يحدثنا عن عطاء ، ثم حدثنا بتلك الأحاديث عن الضحاك ، ثم حدثنا بها عن عمرو بن شعيب ، فقلنا ممن سمعتها؟ قال : منهم كلهم. ثم قال : لا والله لا أدرى ممن سمعتها. قال : ولم يكن بشيء (٢١).
وإزاء ما نقلنا عن مقاتل ، وما هو شبيه به مما نجده فى كتب التراجم (٢٢).
نرى ان مقاتلا المحدث ساقط القيمة ، متروك الحديث ، رغم علمه الواسع ، وثناء الائمة عليه فى التفسير.
قال ابو بكر الأثرم : سمعت أبا عبد الله (احمد بن حنبل) يسال عن مقاتل ابن سليمان فقال : (كانت له كتب ، ينظر فيه ، الا انى ارى انه كان له علم بالقرآن (٢٣).
وقال صالح بن احمد بن حنبل : (قال ابى : ما يعجبني ان اروى عنه شيئا) «(٢٤)».
__________________
(١٨) تاريخ بغداد : ١٣ / ١٦٥.
(١٩) تهذيب الكمال المجلد العاشر ترجمة مقاتل ، تاريخ بغداد : ١٣ / ١٦٣.
(٢٠) تاريخ بغداد : ١٣ / ١٦٥.
(٢١) تهذيب التهذيب : ١٠ / ٢٨٣.
(٢٢) تهذيب التهذيب : ١٠ / ٢٧٩ ، تاريخ بغداد : ١٣ / ١٦٣ ، وتهذيب الكمال المجلد العاشر ترجمة مقاتل.
(٢٣ ، ٢٤) مع بعضها فى تهذيب الكمال المجلد العاشر ، ترجمة مقاتل.