القدر ، فقبضه جبريل صلىاللهعليهوسلم من السفرة فى عشرين شهرا ، واداه الى النبي صلىاللهعليهوسلم فى عشرين سنة (٢٦).
ولا ارى داعيا لمناقشة هذا الرأي ، إذ يكفى ان فيه تقولا على الغيب بدون يقين!.
ونحن نؤمن بان الله انزل القرآن على رسوله صلىاللهعليهوسلم فى مدة رسالته ، وان الله شرف ليلة القدر بنزول القرآن فيها على نحو ما ، ثم نفوض العلم بحقيقة المراد الى الله سبحانه وتعالى.
قال الالوسى فى تفسير قوله تعالى :
(بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ) : واللوح المحفوظ هو الذي فيه جميع الأشياء ونحن نؤمن به ، ولا يلزمنا البحث عن ماهيته ، وكيفية كتابته ، ونحو ذلك).
ـ ٥ ـ
مدة نزول القرآن
يذهب مقاتل الى ان مدة نزول القرآن على رسول الله صلىاللهعليهوسلم كانت عشرين عاما (٢٧) ، وقد سار فى جميع تفسيره على هذا الرأي ، على حين ذهب آخرون الى ان مدة نزول الوحى كانت ثلاثة وعشرين عاما. وذهب فريق ثالث الى ان هذه المدة كانت خمسة وعشرين عاما.
وتبدا مدة نزول الوحى من مبدا البعثة النبوية ، وتنتهي بقرب انتهاء حياته الشريفة صلىاللهعليهوسلم.
وأساس الخلاف فى هذه المدة : هل هي ٢٠ او ٢٣ او ٢٥ عاما ، يرجع الخلاف فى مدة إقامته صلىاللهعليهوسلم بمكة بعد البعثة : هل كانت عشر سنين ، او ثلاث عشرة ، او خمس عشرة سنة؟.
اما مدة إقامته بالمدينة فعشر سنين اتفاقا (٢٨).
__________________
(٢٦) تفسير مقاتل مخطوطة احمد الثالث ٢ / ١٤٦ ب (تفسير أول سورة الدخان) وانظر تحقيقي له مجلد ٣ ص ٨١٧.
ويوجد ذلك بتغيير بسيط فى الإتقان للسيوطي : ١ / ٤٢.
(٢٧) انظر تفسير مقاتل لاول سورة الدخان ٣ / ٨١٧ ، وسورة القدر : ٤ / ٧٧١.
(٢٨) انظر البرهان : ١ / ٢٣٢ ، والإتقان : ١ / ٤٢.