فيه (٩) ، وكان مقاتل ذا منزلة كبيرة ونفوذ واسع فى بلخ (١٠) ، وكان مقربا إلى سالم بن أحوز المازني ـ قائد نصر بن سيار فى خراسان ، وبذلك استطاع مقاتل أن ينفى جهما إلى ترمذ (١١).
إذا علمنا هذا حق لنا أن نقول أن مقاتلا قد ولد قبل موت الضحاك بزمن غير قليل.
ثم أن رواية الجلاب عن ابراهيم الحربي بأن مقاتلا ولد بعد موت الضحاك بأربع سنين ـ يترتب عليها أن مقاتلا قد ولد سنة ١٠٦ أو سنة ١٠٩ ، أى أن عمر مقاتل عند وفاة جهم بن صفوان (المتوفى سنة ١٢٨ ه) كانت تسعة عشر عاما ، وهي سن لا تسمح لصاحبها بأن يكون صاحب نحلة ومذهب فى العقيدة ، فضلا عن أن يكون مقربا الى القادة والحكام.
وقد ذكر المؤرخون (١٢) أن الحارث بن سريج ـ صاحب الراية السوداء ـ ثار على الحكم الأموى سنة ١١٦ ه / ٧٣٤ م ، وسيطر على شرق خراسان وتحالف مع الأتراك.
ولما حاول سالم بن أحوز المازني قائد نصر بن سيار فى خراسان مفاوضة الحارث بن سريج ـ أوفد مقاتل بن سليمان لعرض الصلح عليه ، وكان جهم بن صفوان يمثل الحارث بن سريج فى هذه المفاوضات (١٣).
ومعنى هذا أن مقاتلا وجهما التقيا مرة أخرى فى حوار سياسي ، وكان مقاتل يمثل أتباع الدولة الأموية ، أما جهم فكان يمثل من خرج عليها.
وقد أخفقت ثورة الحارث بن سريج ، وقتل جهم على يد سالم بن أحوز سنة ١٢٨ ه / ٧٤٥ م (١٤).
__________________
(٩) تهذيب الكمال فى أسماء الرجال ، المجلد العاشر مخطوط.
(١٠) جهم بن صفوان : خالد العسلي مطبعة الإرشاد ببغداد سنة ١٩٦٥ : ٦٤.
(١١) ابن كثير ، البداية والنهاية : ٩ / ٣٥٠. الذهبي ، تاريخ الإسلام : ٥ / ٥٧ ، خالد العسلي جهم بن صفوان : ٦٤ مطبعة الإرشاد ـ بغداد ١٩٦٥.
(١٢) الطبري ، تاريخ : ١ / ١٥٧٠ ، ١٥٧٧ ، ١٥٨٣ وما بعدها ، ابن كثير ، البداية والنهاية ١٠ / ٢٦.
(١٣) الطبري ، تاريخ : ٢ / ١٩١٩ ليدن ، خالد العسلي. جهم بن صفوان : ٥٩ مطبعة الإرشاد ـ بغداد ١٩٦٥.
(١٤) الطبري. تاريخ : ٢ / ١٩١٩ ، ابن الأثير ، الكامل فى التاريخ : ٥ / ١٢٧. وكان سالم على شرطة نصر بن سيار ، الأخبار الطوال القاهرة ١٩٦٠.
ويذكر ابن مأكولا أن الذي قتل جهما هو هلال بن أحوز ، الإكمال : ١ / ٣٢ ، خالد العسلي : جهم ابن صفوان : ٦٧ ـ بغداد ١٩٦٥.