٢ ـ والآية ١٥٩ من
سورة الانعام هي :
(إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ
وَكانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ) ، ناسخها عند مقاتل الآية ٢٩ من سورة التوبة وهي : (قاتِلُوا
الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ ما
حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا
الْكِتابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صاغِرُونَ).
والمراد بالذين
فرقوا دينهم : اليهود ، او من سيخالفون امر الدين من المسلمين. وعلى كل فالآية خبر
لا امر ، والنسخ انما يكون فى الأمر والنهى ٣ ـ والآية ٨٠ من سورة التوبة هي :
(اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا
تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ ، إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ
يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ ، ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ،
وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ).
ذكر مقاتل انها
منسوخة بالآية ٦ من سورة المنافقين ، ونصها : (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ
لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ ، إِنَّ اللهَ
لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ) والأمر والنهى فى آية التوبة ليس على ظاهره ، بل مراد به
الخبر ، ومعناه : ان استغفرت لهم يا محمد او لم تستغفر لهم فلن يغفر الله لهم.
والاخبار لا يدخلها النسخ .
٤ ـ والآية ١٥ من
سورة الشورى هي :
(فَلِذلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَما
أُمِرْتَ ، وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ بِما أَنْزَلَ اللهُ مِنْ
كِتابٍ ، وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ ، اللهُ رَبُّنا وَرَبُّكُمْ لَنا
أَعْمالُنا وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ ، لا حُجَّةَ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمُ ، اللهُ
يَجْمَعُ بَيْنَنا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ).
قال مقاتل :
نسختها آية القتال فى براءة ـ وآية القتال غير آية السيف عند مقاتل.
فآية السيف هي ٥
من سورة التوبة : (فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ
الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ ..) الآية. اما آية القتال فهي الآية ٢٩ من سورة التوبة وهي : (قاتِلُوا
الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ ...) الآية.
ونلاحظ ان الآية
١٥ من سورة الشورى خبر فلا تقبل النسخ ، كما انها تقرر مبدا لا يقبله. وهو ان كل
انسان مسئول عن عمله ومحاسب عليه
__________________