قال المفسرون ومقاتل (٩) : نزلت فى رافع بن خديج الأنصاري وفى امرأته خويلة بنت محمد بن مسلمة الأنصاري ، وكان رافع قد كره منها امرا اما كبرا او غيره فأراد طلاقها ، فقالت لا تطلقني واقسم لي ما بدا لك ، فانزل الله : (وَإِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ مِنْ بَعْلِها نُشُوزاً) .. الآية).
وغنى عن البيان ان هذا الحكم وان نزل بسبب رافع وخويلة ، هو حكم عام فى كل الأزواج الى يوم القيامة.
كذلك آيات الميراث ، فقد يحدث ان يموت بعض الأشخاص فتنزل الآية تجيب على اسئلة ورثته ، حلا لمشكلتهم ، ولتكون دستورا لمن جاء بعدهم.
وفى تفسير قوله تعالى : (يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ ...) (١٠). قال المفسرون ومقاتل (١١) : «نزلت فى جابر بن عبد الله الأنصاري من بنى سلمة بن جشم بن سعد بن على بن شاردة (١٢) بن يزيد بن جشم بن الخزرج فى أخواته.
والكلالة : هو الميت الذي يموت وليس له ولد ولا والد فهو الكلالة.
وذلك ان جابر بن عبد الله الأنصاري ـ رحمهالله ـ مرض بالمدينة فعاده رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : يا رسول الله انى كلالة لا أب لي ولا ولد ، فكيف اصنع فى مالي؟ فانزل الله عزوجل : (إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ) يعنى مات (لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَها نِصْفُ ما تَرَكَ) الميت من الميراث (وَهُوَ يَرِثُها إِنْ لَمْ يَكُنْ لَها وَلَدٌ) إذا ماتت قبله (فَإِنْ كانَتَا اثْنَتَيْنِ) يعنى أختين (فَلَهُمَا الثُّلُثانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِنْ كانُوا إِخْوَةً رِجالاً وَنِساءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا) يقول لئلا تخطئوا قسمة المواريث (وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ) من قسمة المواريث (عَلِيمٌ)».
ـ ٣ ـ
اهداف القرآن ومقاصده السامية
وقد انزل الله القرآن هدى ونورا لتصحيح الاعتقاد ، وتهذيب الأخلاق ، وتشريع الأحكام ، وتعليم المسلمين.
فمن آياته ما أبطل بعض عادات الجاهلية ، مثل قوله : (ما جَعَلَ اللهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلا سائِبَةٍ وَلا وَصِيلَةٍ وَلا حامٍ ، وَلكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ)
__________________
(٩) تفسير مقاتل مخطوطة احمد الثالث ج ١ ورقة ٨٦ ب وانظر تحقيقي له : ١ / ٤١٢. كما ورد ذلك فى اسباب النزول للواحدي : ١٠٦ وذكر ان سبب نزول الآية رواه البخاري عن محمد ابن مقاتل عن ابن المبارك. ورواه مسلم عن ابى كريب وابى اسامة ، كليهما عن هشام ، كما ورد ايضا فى لباب النقول فى اسباب النزول للسيوطي : ٨١.
(١٠) سورة النساء : ١٧٦.
(١١) تفسير مقاتل مخطوطة احمد الثالث ج ١ ورقة ٩١ ا. وانظر تحقيقي له : ١ / ٤٢٦. كما ورد ذلك فى اسباب النزول للواحدي : ١٠٧. وفى لباب النقول فى اسباب النزول للسيوطي : ٨٢.
(١٢) فى احمد الثالث : ساردة.