وجميع ما خلق الله
فى جوف الكرسي كحلقة ألقيتها فى فلاة ، وذلك قوله عزوجل : (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ
السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) (البقرة / ٢٥٥).
وعن ابى ذر قال : «سمعت
رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : ما الكرسي فى العرش الا كحلقة من حديد ألقيت بين
ظهر فلاة من الأرض ».
وقد اختلف
اللغويون فى تفسير معنى الكرسي ، فالأصمعى قال : الكراسة : الكتاب ، سميت بذلك
لأنه جمع فيها العلم والحكمة ويقال للعلماء (الكراسي) لأنه المعتمد عليهم ، كما يقال
ارتاد الأرض ، يعنى بذلك ان الأرض تصلح بهم. ومنه قول الشاعر :
يحف بهم بيض
الوجوه وعصبة
|
|
كراسي بالأحداث
حين تنوب
|
والعرب تسمى اصل
كل شيء الكرسي ، يقال : فلان كريم الكرسي : اى كريم الأصل ويذهب الزجاج الى ان الكرسي فى اللغة الشيء الذي يعتمد
عليه ويجلس عليه اما الزمخشري فيذهب الى ان الكرسي منسوب الى كرسي الملك ،
كقولهم دهري وأخيرا ، نرى ان مقاتلا فسر الكرسي تفسيرا ماديا واعتمد فى
وصفه على الاسرائيليات ، ولذلك نرفض ما رواه مقاتل فى وصف الكرسي ، ونقول : اما ان
يكون من المتشابه الذي نؤمن به مع التفويض والتنزيه ، او نحمله على معنى من
المعاني اللغوية التي أوردناها.
__________________