فيما يلي منها آية ويتلوه شاهد منه ، لأنها تكشف عن الشاهد في قوله تعالى (وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ).
قال الله تعالى (فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّما أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ. أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَياتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ. فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّما أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللهِ وَأَنْ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ. مَنْ كانَ يُرِيدُ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمالَهُمْ فِيها وَهُمْ فِيها لا يُبْخَسُونَ. أُولئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ ما صَنَعُوا فِيها وَباطِلٌ ما كانُوا يَعْمَلُونَ. أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى إِماماً وَرَحْمَةً أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ). سورة هود ـ ١٢ ـ ١٧
وقد أوردنا الآية مع سياقها ليتضح أن من معجزات القرآن ذكر الأحزاب المكذبة للنبي قبل ظهورها ، وذكر الشاهد على الأمة بعد نبيها .. فإن سورة هود نزلت بعد عشر سور من القرآن فقط كما ذكر المفسرون.
وهذه الآيات تسلي النبي صلىاللهعليهوآله أمام استهزاء المشركين وسخريتهم وأقوالهم بأن محمدا يدعي النبوة وليس له مال وليس معه ملك يصدقه ويشهد له .. فيقول الله تعالى لنبيه : ألا يكفيهم هذا القرآن الذي أنزل عليك؟! فادعوهم أن يأتوا بعشر سور مثله ، فإن لم يستطيعوا ذلك مع أن تأليف الكلام من أسهل الأمور عليهم وفيهم المتمكنون من أنواعه وفنونه! فادعوهم الى الإيمان بالله الذي أنزله ، فإن لم يستجيبوا فاعلموا أنهم مكابرون يريدون الحياة الدنيا ثم مأواهم النار ..
ثم أجرى الله تعالى مقايسة بين النبي الفقير وأتباعه القلائل وبين الأحزاب المكذبة الصادة عن سبيل الله ، فقال (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) .. الى آخر الآية. فالذي على بينة من ربه هو النبي صلىاللهعليهوآله والذين آمنوا معه ، أولئك يؤمنون ..
ولكن من هو هذا الشاهد الذي وعد الله تعالى بأنه يتلو نبيه؟! إذا رجعت الى مصادر الحديث والتفسير عند شيعة أهل البيت عليهمالسلام ، تجد أنها مجمعة على أن الشاهد الذي يتلو النبي هو عليّ عليهالسلام.