عبادة لله
بالحقيقة وإكراما وتعظيما للبيت وكذلك الاستشفاع بالنبي الأعظم عبادة لله حيث انه
مستند إلى أمر الله تعالى فقط وليس لرسول الله فيه أمر ولا بعث من عند نفسه مستقلا
به والاستنكاف والتأبي عنه استكبار عليه تعالى واشراك به واستخفاف بساحة قدس
الرسول (ص) قال تعالى (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ
تَعالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللهِ لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ
يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ). المنافقون.
وقد تقدمت الرواية
في تفسير قوله تعالى (وَلَوْ أَنَّهُمْ
إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ). الآية النساء (٦٤). الموافقة لصريح الآية في الحث على
الاستشفاع من الرسول (ص) وفي مفادها أيضا زيارات لرسول الله عن طريق أهل السنة وقد
أوردها العلامة الاميني قدسسره في كتابه الغدير ج ٥ ص ١٣٩ عن شرح بنلالي الحنفي في
المراقي قال السلام عليك يا سيدي يا رسول الله الى ان قال وقد جئناك من بلاد شاسعة
وأسعد بعيدة نقطع السبل والوعر نقصد زيارتك والفوز بشفاعتك والنظر الى مآثرك
ومعاهدك والقيام بفضلك بعض حقك والاستشفاع بك الى ربنا فان الخطايا قد قصمت ظهورنا
والأوزار قد أثقلت كواهلنا وأنت الشافع المشفع بالشفاعة العظمى والمقام المحمود
والوسيلة وقد قال تعالى (وَلَوْ أَنَّهُمْ
إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ) الآية.
أقول وقريب منها
زيارات اخرى من أرادها فليراجعها فتحصل في المقام أمران الأول ـ ان له تعالى ان
يتعبد خلقه بما يراه ويريد ولا يرى ويريد لخلقه الا ما هو الأصلح والأنفع لهم فيجب
التدين والتعبد به والامتثال فيه ـ الثاني ـ ان العبادة حقيقة اضافية متقومة بقصد
أمر المولى وتحصيل الإخلاص في العبادات التعبيدية بداعوية أمرها فقط وفي طولها من
الدواعي وكذلك في العبادات الذاتية بواحدة من تلك الدواعي مثل طلب مرضاته تعالى
على ما قررناه سابقا في السجدة وذكر الله تعالى وثناؤه تعالى يأتي بها طلبا للثواب
أو مرضاته تعالى فقط فتعين ان الشفاعة والاستشفاع مما ورد تشريعه في الكتاب والسنة
من الحقائق الاصيلة القرآنية فالشافعون يشفعون باذنه والمذنبون يستشفعون بأمره
ومنشأ هذه الأقاويل هو الجهل بالكتاب والسنة أو أغراض نفسانية أخرى.
إذا تقرر ذلك
فنقول الآيات الدالة على توبيخ الكفار وعبادتهم لأصنامهم على طوائف ،
الأولى : ما
يستظهر منها ان الكفار يعبدونها بعنوان أنها آلهة مستحقة للعبادة قال تعالى (أَإِنَّا لَتارِكُوا آلِهَتِنا لِشاعِرٍ
مَجْنُونٍ) الصافات ٤٥ والظاهر ان عبدة الكواكب من هذا القبيل.
الثانية : ما
يستظهر منها أنهم انما قصدوا عبادة تلك الأصنام كي