وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً). الحديث وفي معناها روايات أخرى بأسانيد متعددة.
في البرهان عن العيون بإسناده عن الرضا (ع) في حديث مع المأمون وعلماء مجلسه الى ان قال فخصصنا الله تعالى بهذه الخصوصية إذا أمرنا مع الأمة بإقامة الصلاة (الصلوات) ثم خصصنا من دون الأمة فكان رسول الله يجيء الى باب علي وفاطمة صلوات الله عليهما بعد نزول هذه الآية تسعة أشهر كل يوم عند حضور كل صلاة خمس مرات فيقول الصلاة رحمكم الله وما أكرم الله أحدا من ذراري الأنبياء (ع) بمثل هذه الكرامة التي أكرمنا بها وخصصنا من دون جميع أهل بيتهم. الحديث. فان قيل : ان طه سورة مكية وما ذكرت من البيان وما حدثت من الأحاديث لا تلائم الا ان تكون الآيات مدنية. قلت : في بعض المصاحف المصرية أن آيتي ١٣٠ و ١٣١ مدنية وهذا غير عزيز في القرآن الكريم في درج الآيات المدنية في السور المكية واما الآية المبحوثة عنها فهي أيضا مدنية ففي المجمع قال قال أبو رافع نزل برسول الله ضيف فبعثني إلى يهودي فقال قل له ان رسول الله يقول بعني كذا وكذا من الدقيق وأسلفني إلى هلال رجب فأتيته فقلت له فقال والله لا أبيعه ولا أسلفه إلا برهن فأتيت رسول الله وأخبرته فقال والله لو باعني وأسلفني لقضيته وأني الأمين في السماء والأمين في الأرض اذهب بدرعي الحديد اليه فنزلت الآية تسلية للنبي صلىاللهعليهوآله.
أقول الحديث الشريف كما انها تدل على ان الواقعة ونزول الآية في المدينة تسلية له (ص) كذلك يدل على ما استظهرناه ان قوله تعالى وأمر أهلك مرتبط بقوله تعالى (وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ) اعني ان الأمر بالزهادة وإقباله (ص) وإقبال أهله إلى العبادة واقعان في صراط التكميل والتربية والوعظ من الله سبحانه في سياق واحد أي النصح والتذكير من الله سبحانه المتناسب بمقام الرسالة وساحة النبوة.
قوله تعالى (لا نَسْئَلُكَ) رزقا لغنائه عن الرزق ولغنائه عن الطلب الى ما سواه وقيل أي لا نكلفك رزقك.
أقول هذا هو الأنسب بمقام التسلية والعطوفة والحنان اي لا نكلفك الى نفسك ولا نكلفك رزقك.
قوله تعالى (نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعاقِبَةُ لِلتَّقْوى) تسلية منه تعالى وتأييد وتعطف وحنان بعد أمره بالزهادة والعبادة وتضمين لرزقه وتكفل بأمر حياته وهاتان الجملتان سيما الأخيرة المصرحة بالتضمين بالرزق والوعد به بمنزلة التعليل لقوله تعالى (وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ) الآية ولقوله تعالى (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ) كما هو مقتضى حديث أبي رافع أيضا المصرح بأن الآية نزلت تسلية له (ص) عن الدنيا ولا يخفى ما في هاتين الجملتين من الشهادة والتأييد لما استظهرناه من دعوى التخصيص في الأهل وان