ولسنا ندري ما تلك القرية ، وليس لنا إلى معرفة تلك القرية حاجة (١) ؛ إذ لا منفعة لنا في معرفتها ، ولو كانت لنا حاجة إليها لبين لنا عزوجل.
وقوله : (وَسْئَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ ....).
أمره بالسؤال عنها ، ثم كان هو المبين لهم بقوله : (إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ) ، والسؤال هو الاستخبار ، والإخبار أبدا إنما يلزم المسئول دون المستخبر ، لكن الاستخبار يكون من وجهين :
أحدهما : ابتداء إخبار.
والثاني : طلب التصديق ، فهاهنا لم يحتمل ابتداء الخبر ، وهو على طلب التصديق ؛ كأنه قال : ألم يكن كذا؟ فيقولون : نعم ؛ يصدقونه بما يقول لهم.
وقال قائلون : لم يأمره بالسؤال حقيقة ، ولكنه على التمثيل ؛ كأنه قال : لو سألتهم يقولون لك كذا ؛ كقوله : (سَلْ بَنِي إِسْرائِيلَ كَمْ آتَيْناهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ) [البقرة : ٢١١] ليس على الأمر أن اسألهم ، ولكن لو سألتهم كان كذا ، وأجابوك بكذا ، فعلى ذلك هذا.
وقوله ـ عزوجل ـ : (إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتانُهُمْ).
عن ابن عباس (٢) ـ رضي الله عنهما ـ [قال](٣) : ابتدعوا السبت فعظموه (٤) ، فابتلوا فيه ، فحرمت عليهم فيه الحيتان.
وقال مجاهد : حرمت عليهم الحيتان يوم السبت ، فكانت تأتيهم يوم السبت شرعا بلا مئونة [ولا](٥) تكلف ، ابتلوا به ، ولا تأتيهم في غير مثله.
وقال أبو عوسجة (٦) : قوله : (شُرَّعاً) [هي](٧) التي قد دنت من الشط ، والواحد : شارع.
وقوله ـ عزوجل ـ : (لا يَسْبِتُونَ).
أي : لا يدخلون في السبت ؛ كما يقال : لا يربعون ولا يخمسون ، أي : لا يدخلون
__________________
(١) رجح القاسمي في تفسيره المسمى بمحاسن التأويل أنها أيلة التى بين مدين والطور. ينظر : تفسيره (٧ / ٢٨٣).
(٢) انظر : تفسير الخازن والبغوي (٢ / ٦٠١).
(٣) سقط في أ.
(٤) في ب : فعملوه.
(٥) سقط في أ.
(٦) أخرجه ابن جرير (٦ / ٩٢ ـ ٩٣) (١٥٢٧٣ ، ١٥٢٧٤) عن ابن عباس بنحوه.
وذكره السيوطي في الدر (٣ / ٢٥١) وعزاه لابن جرير عن ابن عباس.
(٧) سقط في أ.