وقيل : [الأسباط لهم كالقبائل للعرب. وقيل :](١) الفخذ دون القبيلة.
وقيل (٢) : إن أولاد إسحاق تسمى : أسباطا ، وأولاد إسماعيل : قبائل وأفخاذا ؛ ولذلك يقال للعرب : قبيلة كذا ، وفخذ كذا ، ولسنا ندري كيف هو؟
وقيل : سبط الرجل : ولد ولده ؛ على ما روي أن الحسن (٣) والحسين (٤) ـ رضي الله
__________________
ـ الشعوب والقبائل العظام لا سيما في الأسماء المتقدمة بخلاف البطون والأفخاذ ونحوها.
وثانيها : أن يطلق على القبيلة لفظ البنوة ، فيقال : بنو فلان ، وأكثر ما يكون ذلك في البطون والأفخاذ والقبائل الصغار لا سيما في الأزمان المتأخرة.
وثالثها : أن ترد القبيلة بلفظ الجمع مع الألف واللام كالطالبيين والجعافرة ونحوهما ، وأكثر ما يكون ذلك في المتأخرين وغيرهم.
ورابعها : أن يعبر عنها بآل فلان كآل ربيعة وآل فضل وآل علي وما أشبه ذلك ، وأكثر ما يكون ذلك في الأزمنة المتأخرة لا سيما في عرب الشام ، والمراد بالآل : الأهل.
وخامسها : أن يعبر عنها بأولاد فلان ، ولا يوجد ذلك إلا في المتأخرين من أفخاذ العرب على قلة.
(١) سقط في أ.
(٢) ذكره أبو حيان في البحر المحيط (٤ / ٤٠٥).
(٣) الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي ، أبو محمد المدني ، سبط رسول الله صلىاللهعليهوسلم وريحانته ، عن جده ـ صلىاللهعليهوسلم ـ له ثلاثة عشر حديثا ، وأبيه وخاله هند ، وعنه ابنه الحسن ، وأبو الحوراء ربيعة وأبو وائل وابن سيرين. ولد سنة ثلاث في رمضان. قال أنس : كان أشبههم برسول الله صلىاللهعليهوسلم وقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة» ، وقال ابن جدعان : حج الحسن خمس عشرة حجة ماشيا ، وخرج من ماله مرتين ، وقاسم الله عزوجل ماله ثلاث مرات. مات رضي الله عنه مسموما سنة تسع وأربعين أو سنة خمسين أو بعدها. قال ثعلبة بن أبي مالك : شهدنا دفن الحسن ، فلقد رأيت البقيع لو طرحت إبرة ما وقعت إلا على إنسان. ومناقبه جمة ، وهى في الصحيحين وغيرهما.
ينظر : تهذيب الكمال (١ / ٢٦٨) ، أسد الغابة (٢ / ١٠) ، سير الأعلام (٣ / ٢٤٥) ، الثقات (٣ / ٦٧).
(٤) الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي ، أبو عبد الله المدني ، سبط رسول الله صلىاللهعليهوسلم وريحانته ، وأخو الحسن ومحسّن بفتح المهملة. روى عن جده ثمانية أحاديث. وعن أبيه وأمه وعمر. وعنه ابنه علي وابن ابنه زيد وبنتاه سكينة وفاطمة. قال ابن سعد : ولد سنة أربع ، قال النبي صلىاللهعليهوسلم «حسين مني وأنا من حسين ، حسين سبط من الأسباط» وعن علي أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال لابنته فاطمة : «إني وإياك وهذين وهذا الرائد والدهما عليّا في الجنة في مكان واحد». رواه أبو داود الطيالسي. وعن أم سلمة : كان الحسن والحسين يلعبان بين يدي رسول الله صلىاللهعليهوسلم فنزل جبريل ، فقال : «يا محمد ، إن أمتك تقتل ابنك هذا من بعدك». فبكى رسول الله صلىاللهعليهوسلم وضمه ، ثم قال : «وضعت عند هذه التربة» ، فشمها رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : «ريح كرب وبلاء» ، وقال لأم سلمة : «يا أم سلمة ، إذا تحولت هذه التربة دما ، فاعلمي أن ابني قتل» فجعلتها في قارورة وجعلت تنظر إليها كل يوم وتقول : إن يوما تحولين دما ليوم عظيم. وروي أن السماء مكثت سبعة أيام بلياليهن لما قتل كأنها علقة. استشهد بكربلاء ، من أرض العراق يوم عاشوراء سنة إحدى وستين ، عن أربع وخمسين سنة.
ينظر : تهذيب الكمال (١ / ٢٨٦) ، أسد الغابة (٢ / ١٨) ، شذرات الذهب (١ / ١٠ ـ ١٦) ، الثقات (٣ / ٦٨).