أي : صدقوا بمحمد صلىاللهعليهوسلم.
(وَعَزَّرُوهُ).
قيل (١) : أعانوه بأموالهم.
(وَنَصَرُوهُ).
بأيديهم بالسيف.
وقال الحسن : قوله : (وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ) إنما هو كلام مثنى ، وهو إعانة.
وقيل (٢) : (وَعَزَّرُوهُ) [أطاعوه (وَنَصَرُوهُ) أعانوه ، وقيل : عزروه](٣) أي : عظموه. وقوله ـ عزوجل ـ : (وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ).
يعني : القرآن (٤) ؛ سماه نورا ؛ لما ينير الأشياء عن حقائقها بالعقول ؛ لأن النور في الشاهد هو الذي يكشف عن الأشياء سواترها ؛ فعلى ذلك القرآن هو نور ؛ لما يرفع الشبه عن القلوب ، ويكشف عن سواترها.
وقال بعضهم : سمى نورا ؛ لما ينير الأشياء ويعرف به ما غاب وما شهد ، فيصير الغائب به [له](٥) كالشاهد.
قوله تعالى : (قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ يُحيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللهِ وَكَلِماتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)(١٥٨)
وقوله ـ عزوجل ـ : (قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً).
فيه دلالة أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان مبعوثا إلى الناس كافة ، وكذلك روي أنه صلىاللهعليهوسلم قال : «بعثت إلى الأحمر والأسود» (٦) ، وسائر الأنبياء بعثوا إلى أقوام خاصة ، وإلى البلدان والقرى المعروفة المحدودة.
وفيه أنه لما خاطبه أن يقول للناس : (إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ) أنه لا سبيل له إلى أن
__________________
(١) ذكره بمعناه السيوطي في الدر (٣ / ٢٤٨) وعزاه لأبي الشيخ عن السدي.
(٢) ذكره السيوطي في الدر (٣ / ٢٤٨) وعزاه لابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس. ولم أجده عند ابن جرير بهذا اللفظ ولا بمعناه.
(٣) سقط في أ.
(٤) ذكره ابن جرير (٦ / ٨٧) ، وكذا البغوي في التفسير (٢ / ٢٠٦) ، وأبو حيان في البحر المحيط (٤ / ٤٠٣).
(٥) سقط في ب.
(٦) هو من طرف حديث عن أبي ذر. أخرجه أحمد (٥ / ١٤٥).